لا بد من تصحيح خطأ تاريخي مسيء لنا ولبلادنا!
«عبدالسلام عارف» رئيس الجمهورية العراقية في فترة وجيزة في حقبة ستينات القرن العشرين.
عرفناه نحن الكويتيين وشريكه عبدالكريم قاسم، كقائدين لانقلاب 14 يوليو 1958 ضد الأسرة العراقية المالكة، التي أبيدت بكامل أفرادها بدءا بالملك فيصل وولي عهده الأمير عبدالإله وجميع النساء والأطفال وتم تعليق جثتي الملك وولي العهد بعد سحلهما في شوارع بغداد.
رأسا الانقلاب عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف، سرعان ما دب الخلاف بينهما وأصبح عارف في السجن وحوكم وصدر عليه الحكم بالإعدام ولكن لم ينفذ به.
ومنذ ذلك الوقت مالت عواطفنا نحو «عارف» بفعل الاعلام الناصري المؤيد لعارف ضد قاسم، واستقر في أذهاننا أن قاسم خائن وعارف بطل.
حتى أعلن استقلال بلادنا في 19/6/1961 ليعلن قاسم نيته ضم الكويت الى بلاده باعتبارها «القضاء السليب» فتأكد لنا صدق موقفنا منه، وبعدها بسنتين قتل شر قتلة ليتولى عبدالسلام عارف حكم العراق وتتم المصالحة مع الكويت ويضحي عارف في نظرنا بطلا وزعيما ومن باب التكريم له تم إطلاق اسمه على أحد شوارع منطقة الروضة الحديثة آنذاك.
هذا «البطل» هو في الحقيقة مجرم وقاتل ودموي، ليس في قلبه رحمة ولا شفقة ولا إنسانية. حين جاءه الضابط الذي نفذ مجزرة قصر الرحاب وقضى فيها على الأسرة المالكة المسالمة بكامل أفرادها، واسمه «العبوسي» وزف اليه «بشرى» المجزرة، شكره وحياه وقال له: بارك الله بك، وحين لامته زوجته زوجة عارف على تنفيذ المجزرة قال ببرود لا بد لهم ان يقتلوا!!
«العبوسي» منفذ المجزرة طاردته الكوابيس والاحلام وصور قتلاه وهم يتساقطون، فلم يطق تلك الحياة وانتحر، أما عارف وهو راعي المجزرة وغيرها من الدماء التي سارت في شوارع العراق، فلم يتأثر ولم يؤنبه ضميره وعاش حتى رأس البلاد وورثها لأخيه بعدما سقطت به طائرته العمودية التي كان يستقلها.
هذا هو تاريخ «عبدالسلام عارف» مروي بألسنة شهود قريبين منه وعاشوا تفاصيل طبيعته الدموية، مع خطاباته التحريضية بصوته، كل هذا موثق وموجود على «اليوتيوب»، فليت الذين بأيديهم القرار يعودون إليه ويسمعون سيرة الدم في حياة ذلك الرجل وبالتالي يخلصوننا من عار تبنيه وتخليده.
[email protected]