ما كان كويتيا، كان كويتا صغيرة.
ما كان مثقفا، كان مكتبة.
ما كان وطنيا، كان شيئا من وطن.
ما كان إداريا، كان دائرة.
وما كان إنسانا، كان مجموعة إنسانية.
كان أخلاقا تمشي.
كان اسمه «ابراهيم الشطي».
في نواحٍ كثيرة من أرض بلادي رأينا إبراهيم الشطي.
في حقل التعليم رأيناه من أوائل المعلمين في ثانوية الشويخ في بدء عهدها وبدء عهد الكويت بالتعليم الثانوي.
وفي الديبلوماسية الكويتية ركز ركيزته ورفع بيرقه.
وفي الإعلام أسس وحدث وبنى وزرع فأينع زرعه.
وكلما دعته البلاد لبى وذخيرته في زوادته لا يتباطأ ولا يتكاسل ولا يقف عاجزا دون تلبية حاجة تحتاجها البلاد.
حتى في الصناعات البترولية كان مؤسسا وليس حاضرا فقط.
طاف على كثير من مؤسسات الدولة في بدء إنشائها، حتى استقر به المقام قريبا من صاحب السمو أمير البلاد، ومن أمير إلى أمير، كان ثمة إبراهيم.
تغيرت العهود وتبدل الأمراء وبقي إبراهيم، حافظ العهد.
كان الراحل الجميل إبراهيم الشطي من أوائل الشخصيات الكويتية التي أطلت من شاشة تلفزيون الكويت في بداياته الستينية ومن خلال برنامج مازال في ذاكرة الكويتيين من معاصري تلك الفترة وهو برنامج من «مباهج اللغة» يجمع فيه جماليات اللغة العربية وما حوته أشعارها وما قاله رواتها وما حدث به محدثوها وما كتب كاتبوها.
لم يكن لغويا ولا متخصصا في اللغة العربية، ولكنه كان مثقفا يدرس الكتاب ويتعلمه ويعلمه.
إنسان ذو حضور بهي وذو شخصية جذابة حاضنة حاضرة.
سعيت إليه في أكثر من مرة لتسجيل لقاء إذاعي معه، فلم أجد منه سوى البشاشة والترحيب سواء كان اللقاء في بيته أو في استديوهات الإذاعة، فلا يتوانى ولا يتباطأ ولا يستكبر ولا يعتذر.
إنه أحد آباء الإذاعة الكويتية وأول وكيل لها.
مع الأسف أن يذهب إبراهيم الشطي إلى لقاء ربه وهو الشاهد الواعي على كثير من تاريخ الكويت وأحداثها، دون أن تدون تلك الشهادة في كتاب تتداوله الأجيال.
أستاذنا إبراهيم الشطي نراك مزروعا في كثير من نواحي الكويت وأرجائها، ومثلك لا يغيبه الموت.
[email protected]