من أكثر دلالات انهيار المجتمعات، هو كثرة الممنوع وتغول السلطة وتدخلها فيما لا يعنيها وتكبير حجم الاستعباد وتقليل مساحة الحرية فيها.
أقول هذا في مناسبة كئيبة ولسبب مقيت كريه تأنف منه نفسي وكل نفس حرة، وهو توالي منع الكتب الداخلية والخارجية، وفرض رقابة أحادية التوجه تمنع الكتب التي لا تتماشى مع توجهاتها أو بالأحرى توجهات من لا تستطيع إغضابه خشية منه ومن سوطه اللهاب، وأعني جماعات الإسلام السياسي من سلف وإخوان وكل راكبي موجة الإسلام لغرض دنيوي يصيبونه في مال أو مركز أو منصب أو جاه.
من المعيب علينا أن يكون أولئك الانتهازيون الوصوليون المنافقون أعداء الله والدين والوطن هم المتحكمون بمصائرنا وهم الذين يحددون توجهاتنا واتجاهاتنا وهم الذين يرسمون لنا خارطة الحياة في وطننا.
إن المجتمع الذي تحكمه وتتحكم فيه الجهالة هو مجتمع آيل للسقوط الفكري ومن ثم السقوط الأخلاقي لأن قلة المعرفة هي أول طريق الانحراف الأخلاقي والسقوط في بئر الرذيلة، وهذا ما يسعى إليه أولئك المتسلطون الأشرار.
إن أولئك النفر الضالين لم يكونوا ليتحركوا مثل هذا التحرك ويتسلطوا على الناس، لو لم تكن هناك جهة راعية لهم ولإرهابهم الفكري، وهذه الجهة هي الحكومة بأكملها، فمن بيده قرار المنع أو السماح هو وزارة الإعلام، وليس بائعا في سوق الخضرة أو مدير بنك. ووزارة الإعلام تنتمي لحكومة الكويت، وهذا يعني بمنتهى البساطة أن المتسلط الأكبر هو الحكومة، وما أولئك المتقافزون البهلوانيون الفرحون بسلطتهم وتسلطهم سوى دمى تحركها الحكومة وتستعرضها أمام الناس من أجل تضليل الناس.
وهذا- كما نرى- هدف بائس قصير النظر يفكك المجتمع ويزرع بين أفراده الفتنة ويسقط مبدأ المساواة في الحقوق بين الأفراد كما نص الدستور، وقبل الدستور الشرائع السماوية.
فيا أيتها الحكومة هل أنت واعية لما تفعلين أم أنك تغطين في سبات عميق ولا تدرين ما الذي يدور في البلاد؟ وأن قرارك لم يعد بيدك بل بات في أيدي جماعات الظلام والنكوص والردة المخيفة.
فمن يحمينا يا حكومة الكويت منك ومنهم؟!
[email protected]