لا بد في البدء من توجيه التحية وكامل التقدير للخطوة الجليلة التي خطاها سلطان الحكمة جلالة السلطان قابوس سلطان عمان باستقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مسقط وبحث أمور معلقة ومنسية فوق رفوف الزمن.
كان في تاريخ قضية العلاقة بين العرب وإسرائيل بطل قضى شهيدا هو الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وها نحن نشهد ولادة بطل جديد في هذه القضية هو جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان.
ما يتعين علينا كعرب أيا ما كانت توجهاتنا وعقائدنا السياسية هو أن نفكر بواقعية وعقلانية في معالجة قضايانا بعيدا عن أي أصولية وردة حضارية تشدنا إلى جذورها وتحيي فينا العنصرية سواء الدينية أو القومية.
لقد جاوز عمر المأساة، أقصد مأساتنا العربية مع إسرائيل، سبعة عقود من الزمن، كان الرابح خلالها إسرائيل والخاسر خلالها العرب وعلى رأسهم الفلسطينيون، وكانت العقلية الصنمية الكلاسيكية المتشنجة هي التي تملك أوراق اللعبة خلال تلك العقود السبعة وبالتالي ورثتنا عبارات جوفاء صماء لا تسمن ولا تغني من جوع. وصار الورثة أكثر تمسكا بتلك العبارات الجوفاء ممن أطلقها.
حينما قبل الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر مبادرة روجرز عام 1969 ثار عليه الأصوليون وزايدوا عليه رغم أنه هو رمز الأصولية القومية والوطنية وما إلى ذلك، وحدث شرخ بين عبدالناصر والفلسطينيين والتيارات القومية واليسارية لمجرد قبول عبدالناصر مبادرة تشير إلى وجود إسرائيل على الأرض فقط، وأصروا على مبدأ «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»!!
وطنطنات وفقاعات وشعارات وعبارات سادت ودخلت رؤوس العرب ولم تغادرها وكلها تؤكد أن فلسطين عائدة قريبا وبالقوة وبالسلاح!!
ما يجب أن نعتمده في رسمنا لمستقبلنا نحن كعرب هو مصلحتنا الوطنية لكل دولة على حدة بعيدا عن التفكير الفلكلوري فيما يخص القضية الفلسطينية، فإذا ما كان للإخوة الفلسطينيين منهجهم الواضح لإبادة إسرائيل، فيتعين عليهم والحال هذه أن يتركوا العرب يعالجون قضاياهم بأنفسهم ولا يلزموهم بقضيتهم.
لا بد أن يتخلى الاخوة الفلسطينيون عن أنانيتهم فيما يخص قضيتهم مع إسرائيل ويعطوا العرب الحرية في السير على النهج الذي يحقق مصالح دولهم والتي ستكون نتائجها لصالح الفلسطينيين أيضا ولن تكون ضدهم.
[email protected]