يقول الله عز وجل: (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) وهذا دليل على أن لكل إنسان في إصبعه بصمة خاصة به، لا يشابهه أحد فيها، ولا تمييز بين البصمات إلا بالأفعال، لذلك يقال إن فلانا ترك بصمة جميلة تدل عليه.. وما التاريخ إلا بصمات لأفعال أشخاص عظام.
إن ما تركه رجال الكويت حكاما ومحكومين من بصمات خالدة، ونهج قويم، وأحداث لمحفور ومتوارث في ذاكرة الشعب (وليس بصحائف المطبلين) أفعال يفتخر بها الوطن، ويعتز بها كل مواطن.. طوبى لمن أرضى ربه، وذكره الناس بالخير، أو ترحموا عليه.
قدّر الله سبحانه وتعالى للكويت في هذه الأيام، - وخلال شهر واحد - أن تزدحم عليها الأحداث، تغيب شموس، وتشرق شموس، وتبرز قيادات جديدة، (ولا قصور بالقيادات السابقة) نسأل الله أن يوفقهم، بدأ العهد الجديد بتقلّد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، مسند الإمارة أميرا للكويت، وقائدا للسلطات الثلاث (التنفيذية، والتشريعية، والقضائية).
ثم تولّي سمو الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله منصب ولاية العهد.
وشاء الله أن تكون التجديدات متتالية، فاعتلى السلطة القضائية رئيس جديد هو المستشار أحمد العجيل، ندعو له بالتوفيق، أما السلطة التنفيذية فرئيسها مازال جديدا سمو الشيخ صباح الخالد، جاء في ظروف استثنائيه عصيبة (جائحة كرونا، وغيرها) لم يتمكن من رسم بصمته بوضوح، رغم أن ملامحها تبشر بالخير، خصوصا حزم وحسم بعض وزرائه، بارك الله فيهم.
وبعد أيام معدودات، ستنزع السلطة التشريعية ثوبا لبسته أربعة أعوام، وسيكسوها الشعب برداء جديد، يتناسب مع العهد الجديد، فهل يكون الرداء الجديد حسب موضة هذا العصر أم «موديل» قديم، هذا بيد الشعب، فهل يثبت الناخبون أن الشعب كذلك يتجدد، ويبحث عن الجديد، نحن بانتظار ما تحمله الأيام المقبلة.
[email protected]