لماذا أبناء الأسرة بالذات؟ لأن مسؤوليتهم مضاعفة وبيدهم الوزارات السيادية، والتي تفتح لها كل الأبواب.
مع كل التقدير والاحترام للوزراء المستقيلين، وأجمل التهاني للوزراء الجدد، وجميعهم ما شاء الله شباب.
أركان الحياة لأي وطن ثلاثة هي: الأمن والاستقرار والاقتصاد، فـ«بالأمن» يسعى الناس لأرزاقهم نهارا ويتركون بيوتهم مطمئنين، ويسكنونها ليلا آمنين، وهنا نتذكر قول المولى عز وجل (وجعلنا نومكم سباتا، وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا). والأمن مهام وزارتي الدفاع والداخلية بمنع العدوان الخارجي والداخلي.
أما «الاستقرار» فهو الهدوء وحفظ النظام، ومنع القلاقل في الداخل، كالأفكار الهدامة، والفراغ القاتل عند الشباب، وضعف النفس أمام الدينار، وهذان وقود للفساد، والفوضى والشرارة الأولي لأي كارثة أما «الاقتصاد» فهو ماء الحياة وكما قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، ونحن في الكويت نمتلك كل مقومات وأركان الحياة «الأمن والاستقرار والمال»، ونملك كذلك العلم والخبرة والشباب والعمالة الوافدة، وطبيعة بلادنا سهلة وبسيطة، هذا ما نملكه حاليا من ثروة «وهي غير دائمة»، فلماذا لا نستفيد منها ما دامت بأيدينا الآن «أمن، وأمان، واستقرار، وأموال، وثقة عالمية، ونهج سياسي معتدل»، إن أحوال الدنيا متقلبة لا تدوم، فهنيئا لمن استعد بيوم رخائه تحسبا لأيام عجاف قادمة. لذلك أناشد سمو الرئيس ووزراء الأمن، عمل مشروع قومي جبار يخلد أسماءهم في تاريخ الكويت، مشروع يركز على الأركان الثلاثة «الأمن والاستقرار والاقتصاد»، هذا المشروع هو إقامة حائط أمني من الأسمنت في الحدود الشمالية (206كم) لخطورة موقعها، من دواعش وميليشيات وغيرهم، فالكويت أم الأسوار من قبل، وليس بعيب فالصين سبقتنا وأميركا والمكسيك، ومصر وغزة، كما أكملت السعودية جدارا رمليا قائما مع العراق يبلغ ارتفاعه 7 أمتار، بسياج طوله 900 كم، مزود بنحو 78 برج مراقبة، و8 مراكز قيادة، و32 مركزا للتدخل السريع، والجدار العازل يعتبر من وسائل الأمن لكل شيء، فهو يسد النقص بالقوة البشرية العسكرية، ويحفظ أرواح أبنائنا، ويمنع التسلل والتهريب وغيرها، وفيه استدامة. أما «الاستقرار» فأدواته: الشباب والفراغ، والحاجة، فلو تم تشجيع وتشغيل الشباب مقابل أجر يومي أو عمل محدد «الكمية أو الحجم»، وليس توظيفا «خلال 24 ساعة»، ولو من باب قيادة سيارات النقل أو التراكتورات وتعليمهم مهنا أخرى، ويعتبر هذا العمل أمرا قوميا خدمة للوطن مثل التجنيد والتطوع، ولكن «بمقابل جزل» يغريهم ويسد حوائجهم ويخفف عن آبائهم ويزيد من مدخولهم الأصلي.
هذا المشروع يقرب الشباب لتراب أرضهم، ليغرسوا فيه صرح أمنهم بقطرات عرقهم، ويحفظوا أمنهم واستقرارهم، ويحفظوا أموال وطنهم بترابه، هذا المشروع سيجذب الشباب من الشوارع والدواوين، ليستفيدوا ويفيدوا، ويتركوا القيل والقال، والتفكير بما لا ينفعهم، ومنع الشياطين من استغلال فراغ الشباب بالتحريض والفساد.
أما الركن الثالث «المال والاقتصاد والتجارة»، فإن توافر المال اليوم فرصة للبدء بالمشروع فتعزيز الأمن والاستقرار يوفر بيئة صالحه للتجارة والاقتصاد ومشاركة العالم معنا، بالتصنيع وغيره، هذا الاقتراح هدفه الأول جذب الشباب لعمل وطني وملء أوقاتهم بما ينفعهم ويفيد وطنهم ولو يعملون ليوم أو يومين بالشهر دون التزام، بعدها ستفتح شهيتهم للأعمال الشاقة بدلا من المكاتب لأنها تدر أكثر، والدليل رغبة الشباب في العمل بشركات النفط رغم أنه شاق. الوطن بحاجة لعمل وطني كبير يعيد له أمجاد آبائه في البحر والبر ويغرس في أبنائه حب الوطن والخوف عليه، وشغلهم بما ينفعهم ويحفظهم هم وذريتهم.
[email protected]