ما أجمل الدنيا، حين يكون رب الأسرة حكيما، وما أجملها، حين يكون رب الأسرة ورعا تقيا، ما أجمل الدنيا، حين يكون رب الأسرة شجاعا، وما أجملها حين يكون رب الأسرة عادلا، نزيها، يستشعر هموم أبنائه، ويداويها، ويتعرف على رغباتهم فيحققها.
ما أجمل الدنيا حين يلتقي الخير بالخير، والصلاح بالإصلاح، ما أجمل الدنيا حين تتحقق الأمنيات، ويستجاب الدعاء والرجاء، من رب كريم مجيب الدعاء، إلهي سبحانك قلت وقولك حق: (ادعوني أستجب لكم)، دعوناك فكانت الإجابة، وإن أجمل ما فيها أن الاستجابة دليل على رضاك عنا جميعا، فلولا رضاك لما تمت الاستجابة، وهذه نعمة أخرى.. دعوناك في عسرنا (2/8/1990) فسخرت لنا الشرق والغرب، وجمعت لنا المتناقضات (الشيوعية والرأسمالية)، خصوما فاتحدوا لمنفعتنا، ثم عادوا خصوما، وأشقاء لنا ناصروا الظلم والعدوان، فرأينا بأم أعيننا ما أصابهم ففقدوا كل شيء، إنها حكمتك سبحانك، تنصر من ينصرك، وتعز من يطبق شريعتك، فتجعله سببا من أسبابك لإيصال خيرك ونعمتك لعبادك، نعم، من كان مع الله كان الله معه، ربنا أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا، وأن نعمل صالحا ترضاه، اللهم اهد قومي واجعلهم صابرين، فنحن في عهد جديد، بوادره تبشر بالخير، فلنتفاءل وننشر الفأل الحسن بيننا، ونبرز العمل الطيب، ونتغافل عن الآخر، فنحن بشر نصيب ونخطئ، ونتوب عند الخطأ تأسيا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، كما أمرنا ربنا: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم..) فطاعة ولي الأمر واجبة، وإن يد الله مع الجماعة، والمثل يقول «قوم تعاونوا ما ذلوا»، من ذلك نستخلص أن أساس أي عمل ناجح الطاعة والتعاون الجماعي والصبر، وحسن اختيار المسؤولين، سواء ما تختاره القيادة أو ما يختاره الشعب، لأن صلاح المسؤول وذكاءه وإخلاصه وإبداعه، هو سر نجاح العمل والتنمية، نحن بحاجة إلى مضاعفة الجهد والعمل، لنعوض ما فاتنا، فالزمن لا ينتظر أحدا، ولا يقبل الأعذار، نحن نملك كل مقومات النجاح، ولدينا طاقات شبابية جبارة، تحتاج فقط إلى «مايسترو» قائد يصدر القرار، ويوجه ويراقب، ويعاقب، ثقوا بالمواطن، وقفوا بجانبه، فإن نجح وأنجز فالنجاح يعود لكم، وإن فشل فجردوه مما أخذ من الدولة، فلا مجال للعواطف والتراخي، هناك مجالات ومشاريع تصرف عليها الدولة ولا تأتي بمردود، أعطوها للشباب وستصلون لغايتكم بالمجان، بمبدأ «اللهم ارزقني وارزق مني»، وتفتحون أبوابا للعمل والرزق، الأفكار والاقتراحات كثيرة لا يسعها مقال، فإن كانت الحكومات القادمة جادة بالتغيير، وانتهاج مسار جديد بإدارة المشاريع، فلا بد أن يكون اتخاذ القرار سهلا وسريعا ودون تردد أو خوف، وكل عمل محسوب بزمن محدد، إما أن يتم، أو يسحب، ويعطى لآخر، لا مجال للمجاملة بحق الوطن، فحق الوطن فوق حقوق الجميع.
مهما بلغت الشدائد والصعاب فإنها لا تدوم.. ورحمة الله أعظم.. وفرجه أقرب.. فثقوا بأن الأيام الجميلة قادمة وقريبة جدا.. لا يفصلنا عنها إلا طريق عنوانه (إن الله مع الصابرين).
٭ ملاحظة: سمو الشيخ أحمد النواف هو ثاني رئيس وزراء عسكري يخرج من رحم وزارة الداخلية بعد المغفور له سمو الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم، طيب الله ثراه، خريج كلية سانت هيرست العسكرية وتقلد وزارتي الداخلية والدفاع فترة من الزمن، رحمه الله.
[email protected]