إنها دولة قطر، الأم الولود الودود، حملت مسؤولية استضافة كأس العالم في أرضها، فسعت وشقت، وبنت، وأرست وعمقت قواعد الرياضة العالمية، عانت الكثير، من ثقل المسؤولية، رغم قساوة الظروف المحيطة، وحجم التحدي العالمي، ولسعات الحاقدين وسمومهم، لكنها الأم تحمل جنينها وتغذيه وتحميه، وتغرس فيه من صفاتها، وتعطيه من ملامحها، وتسخر كل قواها، لتراه يكبر يوما بعد يوم، ورغم شدة الآلام، يقترب يوم شروق شمس الواحد والعشرين من نوفمبر عام 2022م، إنه يوم ولادة وافتتاح كأس العالم لكرة القدم، ذلك اليوم الذي لا ينسى أبهر العالم بالتنظيم والترتيب والتقنية العالية، ولمسات الجمال القطري، والطابع الخليجي، والسحر العربي، وسماحة الإسلام وانضباطه، والترفيه البريء، والفنون الجميلة.
إنها قطر بمساحة الكرة الأرضية بشعوبها بأزيائها ولغاتها، إن كان للقطري أن يفتخر بهذا الإنجاز، فليسمح لي أنا الخليجي بأن أشاركه هذا الفخر، وكأنني أسمع ابن عمي القطري وهو يقول لي: يحق لنا أنا وأنت أن نفخر.
فإن كان أبناء عمومتي ذهبوا وسافروا وتغربوا ليشاركوا في كأس العالم هناك، فأنا أحضرت لهم كأس العالم هنا على أرض الجزيرة العربية وبأحضان الخليج وفي الدوحة، وهذا لا يعجزنا، انه كأس العالم بلون العروبة والإسلام فليسجل التاريخ بالحبر القطري أنها دولة قطر فلتحيا قطر وليحفظ الله سمو الأمير الوالد وسمو الأمير تميم وشعب قطر، وتعجز مفردات اللغة عن الشكر والامتنان للجهد الجبار والكرم اللامحدود حتى رأينا ثمرة هذا العمل.
إن دولة قطر أثبتت أن الرياضة والروح والأخلاق الرياضية، صنعت ما لم تصنعه السياسة والديبلوماسية، فقد صفت النفوس، وطيبت الخواطر، وعادت الألفة بين الإخوان، وأضافت لثقافة الشعوب زادا من المعرفة والعلوم، بل وغرست بالأرض منشآت رياضية فخمة، حفظت خير البلاد، واستثمرته وجعلته ذخرا يخدم أجيالا عديده من شباب الوطن، ليس هذا فحسب فقد اكتسب شباب قطر خبرات الإعداد والتنظيم وقبلها شجاعة وإقداما وجرأة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة وسمو الأمير تميم بن حمد، بقبول التحدي الصعب، والثقة بأبناء قطر بأنهم قادرون على التنفيذ.
اليوم، فازت الدوحة بامتياز مع مرتبة الشرف، بدقة الترتيب، وكمال التنظيم، وجودة المرافق، وحسن الإدارة والاستقبال، وتهيئة المواطنين واستعدادهم لهذا الحدث الفريد، وشهادة اعتراف عالمية بمقدرة العالم الثالث على تنظيم البطولات الكبرى..
تحية لدولة قطر ولسمو الأمير ولشعب قطر.
دمتم ودامت إنجازاتكم وأفراحكم.
[email protected]