تميز الكويتيون بالإبداع وتشجيع المبدعين خصوصا في أعمال الخير، وكل عمل يرضي ربهم أولا، ثم يرضوا أنفسهم ليرجوا القبول والأجر والثواب من الله جل وعلا، كانوا دائما من الأوائل في كل مجال، كانوا يبحثون عن منابع الأجر والثواب، ويتسابقون لفعله، ومن عديد هذه المجالات نركز على جزء بسيط من أعمال الخير، وهو فزعة أهل الكويت عند الملمات والمصائب، وأشدها حزنا هو فقد عزيز، وهذه سُنة الحياة، وأمر رباني (كل نفس ذائقة الموت)، لذلك ترى الكويتيين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، كانوا في سالف الزمان يتبرعون بالأراضي للمقابر، ويتكفلون بمستلزمات الجنائز ويجعلون كل إجراءاتها مجانية، لينالوا الأجر والثواب، جزاهم الله خيرا، ثم تكفلت الدولة بذلك، لكن أهل الكويت لم يكتفوا بل بحثوا عن النواقص، فتبرعوا بإقامة صالات مكيفة للمعزين داخل المقابر، وآخرون تبرعوا بالكراسي وتقسيم الصالات لعدد كبير من المعزين، وعمل خطوطا تنظيمية لحفظ النظام، وأضافوا ثلاجات بها عبوات الماء المختلفة مجانا، وأضاف آخرون مظلات للسيارات، كذلك تبرع آخرون بمظلات متحركة حسب موقع كل قبر تقي الناس من حرارة الشمس، ومن المطر.
إن التعاون بين المواطنين والحكومة وصل الى القمة، فكل خير ومنفعة للحي وللميت، يتبرع به المواطن، مع موافقة الحكومة، فأصبحت عادات أهل الكويت نموذجا ومثالا لحب الخير، وقد بدأت دول كثيرة تقتبس بعض ما عندنا وتنفذه، ولكن «ما كل مجتهد مصيب»، فقد تبرع أحد المواطنين وزوجته جزاهما الله خير الجزاء ببناء جامع فخم جدا، واجتهدا لأن يكون المسجد مريحا للمصلين والمعزين، وقد نجحا في توفير كل تفاصيل الراحة بالجامع، ونسأل الله أن يتقبل منهما سعيهما ويؤجرهما عليه.
لكن هناك ملاحظة مرورية وحيدة لهذا الجامع، والتي سببت الكثير من المشاكل والتأخير في مواكبة السير خلف الجنازات، حيث إن موقع الجامع على يسار الداخل للمقبرة فيضطر الشخص للرجوع (كوع - يو.. تيرن) ليدخل المسجد، وكذلك بعد الصلاة يحتاج الى الرجوع مرة اخرى (يو.. تيرن) للدخول للمقبرة ما يسبب زحمة سيارات وتأخير الناس عن اللحاق بالجنائز لحضور الدفن، وقد كان موقع المسجد القديم الذي تم هدمه ممتازا على يمين الطريق بالنسبة للداخل له والخارج منه ولا يسبب الازدحام، لذلك أناشد المسؤولين في البلدية بدراسة هذه المشكلة اليومية التي تضاعف مع زيادة أعداد المعزين، وأقترح تغيير مدخل المقبرة من طريق الجهراء وليكن المدخل بعد المسجد وليس قبله، ويكون المسجد على يمين سائق السيارة، كذلك إزالة سور المسجد فقد لاحظت أن بعض المواقف صعب الوصول إليها وتكون خالية رغم الزحمة، فنرجو من البلدية دراسة الموقع وحل هذه المشكلة المستجدة، وحتى يكون هذا المسجد الجديد نعمة، ولكم من كل أهل الكويت الشكر والتقدير.
[email protected]