كان يوما كئيبا ذلك اليوم الذي شاهدت فيه برنامج «سوق المباركية» هذا البرنامج الذي ظاهره الفرحة وباطنه العذاب، لا ننكر الجهد الذي يبذله العاملون به وحسن الموقع والديكور والغناء لكن جزءا بسيطا او زلّة بسيطة زلزلت هذا الجهد فإنهار هذا العمل الجميل.
إن هذه الزلة هي عدم توفيق المعد باختيار الضيوف، ففي إحدى الحلقات خرج علينا المذيع والمذيعة بكلام كبير يهز العقول والأبدان.
بقولهم: ضيفنا اليوم هو الخبير والباحث في التراث الكويتي والبيت الكويتي، هذا الكلام أدخل البهجة والسرور في خاطري، فاستعددت في جلستي، ومسكت «الريموت» لأرفع صوت التلفزيون، لأن ضيف البرنامج «خبير» والخبير من «الخبرة» والخبرة من كثرة التجارب أو معايشة من جربها ومن جيلهم، استحضرت كل أسماء رجال الكويت الكبار بالسنّ الذين تعودنا على طلتهم، واستفدنا من معلوماتهم، ونطقهم الصحيح للكلمات الكويتية القديمة، لكن ما حصل هو أن ضيف البرنامج كان شابا وسيما تبارك الله، لم يتجاوز عمره خمسا وعشرين عاما (ربي يحفظه) قلت في نفسي ربما هناك خلل في جهاز البث التلفزيوني، لكن مقدمة البرنامج أصرت على انه «الخبير في التراث الكويتي» والباحث في البيت الكويتي، الحقيقة انه شاب مجتهد ومحب للتراث لكنه ليس خبيرا فالخبرة تحتاج لسنوات من العمل والعلم والبحث والدقة، كظمت غيضي، وازداد انتباهي في الاستماع وإذا بي أجد أن التراث الكويتي بدأ منذ ثلاثين او أربعين سنة، حيث إن المقتنيات التي شاهدناها في الدكان التراثي أنواع من الكاكاو والشامبوات الموجود حاليا بأرفف الجمعية، وتحسرت على نفسي حينما كانت (في أوائل الخمسينيات) حلوياتنا التمر، و«البرميت» و«بيض الصعو» وشامبونا صابون «رقي»... عفوا أيامنا ومن قبلنا ليست تراثا تاريخيا، وكأنها حفريات ما قبل الميلاد.. رجاء يا تلفزيون الكويت احترموا عقولنا.. على الأقل في حياتنا إن ما تسمونه تراثا هو تفاصيل حياتنا التي عشناها في الماضي القريب، نعتز بذكرياتها الجميلة، فلا تجعلونا ديناصورات نعيش بينكم.
أما الملاحظة الثانية يا أبنائي فهي النطق غير الصحيح لأسماء الأماكن وغيرها، فإنني اسمع من يقول: «سوق لوم. باركيه» والصحيح «ال. مباركية» كذلك لفظ مسمى «الليوان» (بكسر الياء) على وزن «الديوان» وقد سمعتها «اللا وان» وهذا خطأ.
وهناك معلومة قيلت خطأ عن حرس الأسواق وأين يسجن من يلقى القبض عليه ليلا، قيل بمخزن التمر لأن به فئران وتصحيح المعلومة ان مخزن التمر أرضيته يغطيها الدبس نتيجة تراكم أثقال التمر على بعضه فمن يدخل هذه الغرفة لا يستطيع الجلوس على الأرض خوفا من التصاقه بالدبس فيظل واقفا حتى الصباح عقابا له إلى أن يحقق معه ويحاكم.
أرجو من الإخوة المعدين والمذيعين تحري الدقة بكل شيء يذاع بأجهزة الإعلام الرسمية، خصوصا نطق الأسماء، وصدق المعلومة، وتسمية الأشياء بمسمياتها دون زيادة أو نقص، فهناك جيل ناشئ يلتقط ويحفظ، فحافظوا على تراثنا من التحريف الرسمي بالأجهزة الرسمية.
وهناك برنامج آخر يستضيف فنانات ثم يسألهن أسئلة تثير الكراهية والبغضاء بين الفنانين، هذا لا يهمنا أن هذا المذيع الشاب ذا اللون البرونزي والعيون الجميلة وصلت به الجرأة إلى أن يحرض فنانة صغيرة على عدم تطبيق شرع الله في الحجاب ويدعوها إلى عقوق والديها حين سألها قائلا: إذا طلب منك والداك أن تتحجبي فهل تطيعينهما وتتحجبين؟
ردت هذه الفنانة الصغيرة التي لم تتعد العشرين عاما: طبعا أتحجب، ولم لا؟ فأغلب أهلي متحجبات..... أتدري عزيزي القارئ ماذا كان رده «الشيطاني» قال لها: أتطيعينهم.... أليس لك رأي!!!
ونحن نقول للمسؤولين: أليس لكم رأي؟
[email protected]