الكويت- أرضا وشعبا ووافدين (أموالا وبنين)- أمانة في أعناق ولاة الأمر في الحكومة، ومجلس الأمة لن نغفر لكما لو تكررت كارثة عام 1990 (بأسلوب آخر).
إن أجدادنا من حكام ومحكومين من مئات السنين، بنوا عدة أسوار، رغم قلة حيلتهم وإمكانياتهم وظروفهم القاسية بنوا آخر سور تطوعا وبأيديهم وهم صائمون في شهر رمضان، إنها الروح الوطنية فعلا لا قولا.
إن بناء الأسوار الخرسانية ليس هدرا للأموال، ولا عيبا بالقلة والنقصان، ولا إحراجا بين الإخوان، فالدفاع عن النفس بأي وسيلة فرض، والاحتياط واجب، ودوام الحال (الأمان) من المحال، إن أعرق الحضارات وأقواها بنوا «سور الصين العظيم» وإن أحدث الحضارات وأقواها «الولايات المتحدة» بنوا سورا- حائط خرساني - على حدودهم مع المكسيك. كذلك مصر (حضارة الفراعنة) تبني سورا (حائط خرساني) بينها وبين قطاع غزة الذي كان تحت إشرافها. كذلك حائط برلين الخرساني الذي كان يقسم ألمانيا إلى شرقية وغربية.. ولا ننسى سور «خط بارليف» الإسرائيلي الذي أقامته إسرائيل (حفاظا على أرواح جنودها الغاصبين) على أرض مصرية احتلتها وهي تعلم أنها ستتركها، لكن أرواح الجنود الصهاينة لديها أغلى من صرف المال حتى ان كان لمدة مؤقتة.
إن على نواب الأمة أن يثبتوا أن أرواح أبناء الكويت، العسكريين المرابطين والمدنيين الموظفين وأصحاب مزارع العبدلي، غالية جدا أغلى من تكلفة مشروع ترفيهي، أو مسارح فنية أو جسور أو مجمعات، إن حدودنا الشمالية، حدود ساخنة دائما لأن محيطنا الشمالي يغلي ولن يهدأ أبدا لعدة أسباب الكل يعرفها، إن هذا الغليان (شرق وغرب شط العرب) سيولد براكين من الفوضى العارمة، والانتشار والمد البشري، من لاجئين وغيرهم لا يستطيع أفراد من حرس الحدود منعهم، لذلك نناشد نواب الشعب بأن يطلبوا من الحكومة بناء سور خرساني بارتفاع لا يقل عن 6 أمتار بطول حدودنا الشمالية، ونذكر إخواننا أعضاء مجلس الأمة بأن الدينار إذا ما ينفعنا اليوم لنحمي أرواح أبنائنا الجنود، والقوات الخاصة الذين عند كل ظرف نستدعيهم في أماكن مكشوفة، دون تهيئة مواقع جاهزة حصينة تحميهم، فلا خير بالدينار.
إن السور الخرساني المقترح يجب أن يكون عملا وطنيا خالصا يثبت فيه الكويتي شدة حبه وولائه لوطنه، فيكلف المجندون الشباب مثلا بجزء من العمل كقيادة التراكتورات، والشاحنات، وأعمال أخرى، حتى يشعروا بأهداف التجنيد العسكرية (إقامة السواتر، والدشم).
يا نوابنا، نواب الأمة هذا يوم تاريخي سيسجله التاريخ لكم بأن في عهدكم صدر القرار، ومن مجلسكم بدأ العمل بسور الكويت الخرساني. إن الظروف الحالية في صالحنا، فالأمن لله الحمد مستقر وهادئ، والظروف الاقتصادية ممتازة، ولا ننسى إننا مقبلون على مشاريع جبارة مع الصين، وهذا المشروع يزيد المستثمرين اطمئنانا، وثقة بالحماية لأموالهم، فتوكلوا على الله وأبرئوا ذمتكم في حق الوطن والمواطنين فحماية الكويت، ومن عليها، وما فيها أمانة بأعناقكم.
(والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين)
[email protected]