تمتلئ الصحف بأخبار الإجرام والمجرمين وتكتفي العلاقات العامة بوزارة الداخلية بنشر خبر عن اكتشاف جريمة ما، وتم إلقاء القبض على المجرم (أ.ب) والمجرم (ج. د)، مصانع خمور داخل المناطق السكنية وتعدد الأخبار عدد عبوات الخمور وبشرح تفصيلي عن أدوات المصنع وكأن هذا الخبر فقرة من برنامج «حدث في هذا اليوم» حيث ينتهي الخبر بذلك. ماذا استفدنا من هذا الخبر فنحن لله الحمد لا نتعاطى تلك المنتجات ولا يهمنا متى وكيف تم ذلك، كذلك لن يؤثر على البورصة، ولن تخلق مشكلة ديبلوماسية، اذن ما الفائدة من أخبار «إلقاء القبض على مجرمين»؟ هذا لا يهمنا كمواطنين، فالجريمة حصلت والأضرار حدثت، أما ما يهمنا فهو هل نال المجرم عقابه كاملا وأين هو الآن؟ أم أن خاتمة القصة «لأجل عين تكرم ألف عين»، إن أفراد الداخلية يجتهدون ويشكرون على ذلك... ولكن القصة لم تكتمل أين النهاية؟
ما يهمنا كشعب هو العقاب، في الماضي كان، عكس ذلك، الشعب يرى العقاب في ساحة الصفاة «كالجلد بالخيزرانة» علانية دون ان يعلم الناس نوع الجريمة الا بعد العقاب يتساءلون ما الجريمة؟ فكان هذا العقاب البسيط يخيف من يراه ورادعا قويا، إن كان بالألم الجسدي، أو بالألم المعنوي «الفضيحة بجلاجل» كما كان يطبقها شعب مصر قديما حيث يرتدي المجرم خلخالا وجلاجل ويطوفون به بين الأحياء متجهين به لمكان العقاب ليرى الناس عقابه ثم يسألوا عن جريمته. انه منهج الاولين «منهج فطري» بل هو منهج شرعي إسلامي.. يأمرنا ربنا عز وجل بكتابه الكريم (فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين).
في هذه الآيات تفاصيل وأوامر ربانية صريحة:
1- اجلدوا...2- لا رأفة... 3-العلانية ومشاهدة الناس للعقاب.
والناس اليوم (مسلمي هذا العصر) لا يجلدون، ويرأفون ويتعاطفون مع المجرم، ولا نعلم هل أخذ المجرم عقابه أم أخذ براءة (لبطلان إجراءات القبض عليه)
ليتنا نعود لأيام الخيازرين!
[email protected]