لله الحمد والشكر على نعمته.
أجمع أهل الكويت جميعا على أن أعيادنا هذا العام.. غير، كانت أياما مميزة، شعرنا نحن الكويتيين بجو ومناخ عجيب لم يستطع خبراء الأرصاد الجوية ولا أجهزتهم التنبؤ به، فقد تجمعت «غيوم المحبة» النابعة من القلب فوق جزيرة العرب، وانهمرت قطرات المودة في كل أرجائها، وتساقط الودق والبرد ليكسر الأشواك والكلمات الجارحة، وهبت نسمات العواطف الصادقة تدغدغ شعور البشر، وترسم البسمة على الشفاه، نعم، أحسسنا هذا العام بحنان أخوي دافئ، ومشاعر ملتهبة من المحبة الصادقة، إن أعياد الكويت هذا العام فتحت قلوب الخليجيين، بل العالم أجمع، وباحوا بحبهم العفوي للكويت، في هذا العام كان صوتهم أعلى، وفعلهم أسمى وأصدق، هذا ما شعرنا به نحن الكويتيين، احتفلنا بأعيادنا عشرات السنين، لكن هذه السنة تختلف، وطعمها غير، فما السبب يا ترى؟ كل شيء كما هو، حتى سعر البترول كما هو! لكن المتغير كالعادة هي السياسة، والسياسة تحتاج إلى خبير يدير دفة الأحداث لصالح بلاده، ويستثمر إمكانياته لفائدة وطنه وشعبه، هل عرفتم السبب! ولماذا أعيادنا هالسنة مختلفة؟ إنها سياسة «العميد» عميد السياسة وقائد الإنسانية وقائد مسيرتنا أبونا صباح، أطال الله في عمره، رسم المنهج وقاد الركب، زرع فحصدنا ثمار غرسه، زرع حب الكويت في كل الكرة الأرضية فكان «فبراير» موعد حصاده، فيا له من حصاد، إنها «سنة الطفحة» كما يسميها الكويتيون، زادت الأفراح والأمطار واخضرت الصحارى وكثر«الفقع»، وأنعم الله علينا بالبركة، ولا تنسوا أن كل صدقة أو تبرع أو أي فعل خير من مواطن يضاعفه الله ويدفع به بلاء عنه وعن وطنه، وما ننعم به الآن من نعمة هو ثواب ومردود أعمال الخير التي تخرج من جيوب أهل الكويت عن طيب خاطر، فأكثروا من الصدقات،
واشكروا الله وأطيعوه، (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) كما أن إدارة الأوطان ليست كإدارة دكان، فما ننعم به من أمن وأمان واستقرار ورخاء، وراءه جهد جبار من القيادة، فقد تحملوا عنا الكثير من الأوجاع، فأتقنوا عملهم وأحسنوا، فما جزاء الإحسان؟
إلا طاعة ولي الأمر، كما أمر ربنا .
كل الشكر والتقدير لكل من شاركنا في أعيادنا، وأثبت أن الفرحة مشتركة، والقلوب عند بعضها والمحبة من الله، أدام الله علينا هذه المحبة والمودة، فكلما أفسدت السياسة العلاقات بين الدول، تجد الشعوب بفطرتها تقتنص المناسبات لتغسل القلوب، وتنشر الفرح والمحبة، وتغير واقعها الحزين، نسأل الله ونرجوه أن يلين قلوب عباده ومنهم جميع ولاة الأمر، فالرفق، واللين، والإيثار والتسامح صفات الأنبياء ومنهجهم، كما قال الله تعالى: (ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).
[email protected]