أبو ناصر صديق قديم، تلاقينا في ديوانية أبو حمد بالضاحية، تبادلنا الأحاديث، لكن ما أثر في قلبي ما سمعته منه عن قصته مع مملكة البحرين، يقول: البحرين هي القلب في الجسد وهي العين بالرأس، محبوبة كل حبيب.. لطيب أهلها وكرمهم وبساطتهم، لا يختلف اثنان على أن جزيرة البحرين موطن راحة وهدوء، ومنبع للعلم والأدب بما سمعناه من أجدادنا، وبما وجدناه نحن وشعرنا به، إنها صفات ورثها شعب البحرين جيلا بعد جيل، وهي بالتأكيد فطرة في جيناتهم الوراثية.
يقول بوناصر: لله الحمد والشكر من نعم المولى علينا أن رزقني ابنا معاقا، فحرصت على رعايته مع باقي اخوته، ومن شدة عنايتي به واهتمامي، اشتريت في كل بلد سياحي تعودنا قضاء الصيف فيه عقارا (شقة أو فيلا) وذلك لخصوصية ظروف ابني، وقد وجدت في تلك الدول تعاونا وعطفا لدرجة أنهم في إحدى الدول سمحوا لي بوضع مصعد خاص، عدا مسنات الكرسي المتحرك، وموقف خاصة، كل تلك الدول أولت اهتماما خاصا بالمعاق «إلا البحرين»، فقد اشتريت فيلا في أرقى منطقة بالبحرين، داخل مجمع راق به بحيرات وملاعب الجولف وكل مستلزمات الراحة، ومن ضمن مكونات هذه الفيلا كراج (مسقوف بالخرسانة) موقف لسيارتين، طلبت من إدارة هذا المجمع أن أجعل من أحد الكراجين غرفة للسائق مجرد بناء فاصل ولو من الخشب أو أي مادة هم يختارونها ويكون باب الغرفة داخل حديقة البيت، لأن للمعاق سيارة خاصة وسائقا متمرسا لقيادتها، لا يستغنى عنه.
يقول بوناصر: ذقت الأمرين، في إقناع إدارة المجمع والمهندسة المعنية، لكن دون جدوى، ثم أبدى أحد الأصدقاء البحرينيين ويحمل صفة «ديبلوماسي» مساعدته في الموضوع لكن لم يحالفه الحظ.
أنصت لما يقوله بوناصر ثم جر نفسا وشهيقا طويلا، وقال: تشتري البيت؟
طاب خاطري.. سؤالي: أليس للمعاقين استثناءات دولية؟ إذا كان ما حصل لي لمجرد بناء حائط 5*3 فكيف بمشاريع الاستثمار؟!
الله المستعان
ابتسمت وقلت له: أنا الذي سأقول لك: «إلا البحرين» لدي يقين أن الذي حصل لك هو تصرف شخصي من موظف ربما لم يفهم طلبك.
هل تسمح لي بكتابة ونشر ما دار بيننا؟ فقال طبعا أسمح للمصلحة العامة، وهذا لا يقلل من حبنا للبحرين وأهلها.. فهم في العين والقلب. [email protected]