لماذا لبنان بالذات؟ لبنان ليس بلدا عاديا، لبنان.. كرة أرضية مصغرة، تحتضن عينات من كل شعوب العالم.
نشأة لبنان كنشأة وطني الكويت، إنهم أفراد وجماعات تركوا سهول الشام وضفاف الانهار، وتسلقوا قمم الجبال، وقهروا الاحجار، ليتنفسوا نقاء الحرية، ويعيشوا ويتعبدوا بحرية، ولو في بقعة صغيرة، كما فعل اجدادي (اهل الكويت)، نزحوا وتركوا موطن جذورهم، ليسكنوا بواد غير ذي زرع، في بقعة ينصهر الحديد من حرارتها (تركوا السهل واختاروا الصعب) بحثا عن الحرية وهربا من التزمت والعادات البغيضة المقيدة للحريات الشخصية، لذلك أشعر بأن لبنان توأم وطني الكويت، ومرآة لأحداثه، لبنان الصغير بأرضه، الكبير بشعبه، الفقير بموارده، الغني بعطائه واقتصاده.. لبنان الأخطبوط بأبناء شعبه المغترب والذين يفوق عددهم سكان لبنان بأكمله، منتشرون بمختلف دول العالم، حكموا، وارتقوا بمناصب اتخاذ القرار، مثلما حازت الكويت حب الشعوب بما تقدمه من مساعدات وهبات (الوسيلتان مختلفتان لكن الهدف واحد).
لكن الاختلاف أن شعب لبنان يطالب بإلغاء «العهد» وتحطيمه، ونحن في الكويت نتمسك بالعهد ونعض عليه بالنواجذ (أكثر من اصحابه) لأنه عمود الامن والاستقرار واطناب الرخاء (كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور).
أكرر.. لماذا لبنان بالذات؟ لأنه جرس انذار (safety valve) وصمام أمان لكثير من دولنا العربية، شعب لبنان شعب صبور، لكن لصبره حد، وهذا الحد هو مؤشر قياسي، يقاس عليه صبر الشعوب (فانتبهوا!) واليوم شعب لبنان نفذ صبره مِمَن؟ من «رؤوس أينعت وحان قطفها» رؤوس تسرق امواله، ولا تصلح احواله، وأموال تهرب، وعين السلطة تحرسها، وأعين الشعب تدمع من حرقتها، شعب لبنان كعود الكبريت أشعل الفتيل، وأدى مهمته، لكن أين نهاية الفتيل على الخريطة؟ في العراق، في اليمن، في ايران، في باكستان، لننتظر ونرى.. وإن غدا لناظره قريب.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا زيادة رصيد المال «الحرام» غايتنا، ولا بسببه إلى النار مصيرنا.
اللهم احفظ أوطاننا، وأدم نعمة الامن والاستقرار بيننا، واكفنا بحلالك قانعين.
[email protected]