مع كل الاحترام والتقدير لكل أوطان الأرض.
يقول خالق الأكوان سبحانه (والله فضّل بعضكم على بعض) فكل شيء فيه تفضيل.. لأسباب! وهناك من يكتشفها ويلاحظها فيشكر ربه، وهناك الغافلون.
لست بعنصري القول، لكنني أطيع ربي حين أمرني (وأما بنعمة ربك فحدث).
الكويت كانت نشأتها بإذن الله «حكمة»، وشعبها بأمر الله «نخبة»، أمرهم شورى بينهم، أعزوا الله.. فأعزهم.. رغم فقرهم الشديد، لم يعمل كويتي واحد في دول الحضارات الغنية القريبة (إيران، العراق، الشام، مصر) شعب غريب، شعب يطرق الباب على أسرة ويقول لها نحن اخترنا أحدكم ليكون أميرا وقائدا علينا ولا نزكي على الله أحدا، إنها إرادة الله، فكان للكويت صباح، امتد 400 عام بالحكمة والموعظة الحسنة، حكام حافظوا على نهجهم واختيار الأصلح منهم، وكان للكويت شعب وفي، حافظوا على عهود أجدادهم بالسمع والطاعة، (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) حينما أقول إنها نعمة، لا بد أن يعيها الجميع، الاسبوع الماضي استقالت حكومة الكويت، نحن ككويتيين لم نستغرب، بل كنا متوقعين لخبرتنا بالنهج الديموقراطي الكويتي، لكن فاقدي تلك النعمة في العالم، وبأوطاننا العربية ذات الحضارات وذات الرقي، يستغربون ويقولون: بكل هذه البساطة، لمجرد كلام لسان، وفي قاعة البرلمان، ومقارعة الحجة بالحجة، يتخلى كل أعضاء الحكومة عن كراسيهم بكل فخر واعتزاز، وبكل محبة، ونحن شعوب نفس المنطقة، بل وأعرق ديموقراطية، خرجنا للشارع بمظاهرات واعتصام وشهداء وجرحى، ولم يستقل وزير واحد، ومازلنا متظاهرين، وما الاستغراب؟ إنها «كويت النعمة»، أنسيتم بالأمس كيف كان العفو الأميري، لمعارضين أخطأوا - لم يتم اغتيالهم، فهي «كويت القانون» القضاء أصدر حكمه، فاحترمه الأمير قبل الصغير، فتم تنفيذ الحكم (احتراما للقضاء)، فجاءت المكرمة الأبوية الأميرية في وقتها وفي مكانها، إنها «كويت النعمة» نعمة الخالق سبحانه لهذا البلد، فقد «أطعمه من جوع وآمنه من خوف» إن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، فقط قولوا كلمتين «الحمد لله»، ولا تكونوا كمن بدلوا قول الله فقال الله فيهم: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)، لكنهم عصوا وكابروا.. الله سبحانه هدانا لدينه بالحكمة والموعظة، وأرسل إلينا خير خلقه فأقنعنا بالكلمة (قرآن ربي) لا بالمظاهرات والاعتصامات والتخريب، فلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة.
ربنا أدم علينا نعمتك وامنعها من الزوال، ولا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا.
[email protected]