كانت الجزيرة العربية بدولها الخليجية مهبطا للرسالة الاسلامية ورسولها صلى الله عليه وآله وسلم مصطفى من بنين اعراق وانساب اقحاح ارسل للناس كافة ولغتها العربية ذات الفرائد والتميز بالمترادفات والمعاني شرفها الله سبحانه بأن انزل آخر كتبه السماوية المتعهد بحفظه وهو القرآن الكريم بلغتها فشرف العرب وعلو زهوا ولم يعلوا عملا إلا بالصدق وتقديم المال والنفس للدين حيث لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن الرسالة والبلاغ الإسلامي قد زاد عزا وتمكينا بالفتوحات الإسلامية ومن اهمها فتح مصر التي اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما، وفي رواية فإن لهم ذمة وصهرا «قال النووي في شرح مسلم: وأما الذمة فهي الحرمة والحق، وهي هنا بمعنى الذمام، وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم منهم.
تغوغل الاسلام بمصر فأثمر علماء ومدرسين ورجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه في السلم والحرب، والآن نجد الاحفاد بعد ان ثاروا على الظلم والجور واستنزاف خيرات مصر يسعون لدولة اسلامية الدين، شعبية الرئاسة، فقد سافرنا هناك في العاشر من هذا الشهر فوجدنا شعبا يسعى لرزقه، طيبته ملحوظة، محافظا على عمله فالوزارات مكتظة بالموظفين والمستشفيات بالمراجعين والجامعات بالعاملين وسمعنا قصصا شتى وروايات عدة من واقع أحداث غياب القانون واطلاق المساجين وظهور اللصوص وقطاع الطرق والمجرمين المسمين بالبلطجية حيث يكثر المفسدون ومروجو المخدرات في وقت الفوضي وعدم الردع وهو امر متوقع في غياب الأمن وقبل ذلك مراقبة الله سبحانه، ولكن ما يسعد النفس ويسر الخاطر استشعار المسؤولية من دعاة الدين والشباب الحي النقي من الدنائس والرجال الأفذاذ كبار العقول فكانوا صمام امان لا يستهان به فضلا عن تكاتف شعبي ولجان شعبية امنية حفظت هذا البلد العزيز على كل مسلم.
ومن أمثله هذا التكاتف ما حدث حينما كنت استمع لسائق سيارة الاجرة خلال زحام فوق جسر النيل عن قصص الثورة اذ بضوضاء وجلبة خلفنا ما لبثت أن صارت أمامنا فإذا بسارق نشال بيده حقيبة نسائية هاربا بها ويلحقه شاب سبقت قدماه صوته بالصدع انه حرامي فكان الملاقون للسارق اكثر ممن هرب منهم فألقى الحقيبة ولاذ فارا بين المركبات في حين ضبط الناس زميله الذي كان ينتظره بالدراجة النارية التي عاقها الزحام، وفي مشهد آخر نشرته احدى الصحف ان الناس بإحدى محافظات مصر(أنسيتها) قد امسكوا اثنين من اربعة من البلطجية يترصدون للناس ويسرقونهم اختلاسا او جبرا فأعملوا بهم «من يحب النبي يضرب» ثم جردوهم من ملابسهم الا ما يستر العورة المغلظة ثم تم تسليمهم للأمن، هذه مشاهد مشرقة لشعب متكاتف يحكم قضائه باسم الله ثم باسمه.
وتبقى نصيحتان الأولى للمسافرين لمصر المحروسة من الله سبحانه بألا يقتربوا من ميدان التحرير حيث قلة الأمن وكثرة الزحام ناهيك عن أن الشأن مصري ليس للأجنبي التدخل به، وألا يحمل المراجع او السائح اشياء ثمينة الا ما يلزم، اما النصيحة الثانية فلاخواننا بميدان التحرير وخاصة الشباب الذي يعجل رؤية ثمار الثورة اقول «لا تجنى الثمار الا بعد الحرث للأرض الطيبة ثم الزرع وتعاهده بالماء وذلك يحتاج وقتا وزمنا لتنتج الأرض ثمارا صالحة سليمة من الأوباء طازجة حلوة المنظر والطعم»، فهل من تؤدة وانتظار للخير القادم وعدم تخريب الارض بالأنقاض والفوضى؟وأختم بالشكر الجزيل للشيخ انور عسكر كويتي الهوى والعمل ما يربو على 20 عاما، مصري الهوية والمنشأ الذي زرناه بالشرقية وتحديدا في الزقازيق فأكرمنا بحفاوة الضيافة والترحاب الصادق وعرفنا على أفاضل كالأخ سامي مقبول والمحامي محمود سلامة فسمعنا ما يسر ورأينا ما يبهج فجزاهم الله خيرا كثيرا ووطنا آمنا يستأهلونه ويستأهلهم ومعهم أخيار مصر.
[email protected]