في أحد أزقة منطقة أورتاكوي التركية عروس البسفور هناك وفي محلاتها التراثية والشعبية قررت أن أشتري دفتر يوميات بغلاف منمق يصور معالم إسطنبول الآسرة كهدية لابنتي لجين لتكتب أكثر وأكثر، لتكون علاقة حب بين أناملها والقلم والورق خصوصا بعد أن لمست فيها شغفها بالكتابة والقراءة، أحببت بذلك أن أخلق لها عادة رائعة وهي الكتابة في المفكرات.
ثمة عادات بسيطة في نظرنا لكنها مع تصرم السنوات تصنع فارقا كبيرا، إنجازا وسلوكا، لنقرر أن نخلق عادات يومية بسيطة فالقراءة لمدة 30 دقيقة يوميا تضمن لنا مقعدا في عالم النخبة في 5 سنوات، وحفظ صفحة من القرآن تؤهلنا لختمه في أقل من 3 سنوات، وحفظ ثلاث كلمات من لغة جديدة كفيلة بإتقانها في سنة، وجلسة فعالة ومركزة مع الأبناء تنشئ أسرة مترابطة وأبناء أكثر ثقة واستقرارا، وممارسة الرياضة لدقائق مع الغذاء الصحي تمنحنا جسدا صحيا ورشيقا.
في كتابها «وأصبحت ميشيل أوباما» استعرضت ميشيل بعض العادات اليومية التي ساهمت في تشكيل البناء الفكري والسياسي والسلوكي للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كالقراءة والرياضة وتعلم مهارات الخطابة والانخراط في الأعمال الاجتماعية ومتابعة المستجدات السياسية وما يصدره الكونغرس من قوانين وتشريعات هذه العادات التي تبناها أوباما مع العزيمة والإرادة أوصلته لسدة الرئاسة الأميركية.
وزير الخارجية السعودي الأسبق المغفور له بإذن الله تعالى، الأمير سعود الفيصل، كان يتقن سبع لغات وعندما سأله أحد الصحافيين عن السر؟ أجاب بأنه يتعلم في كل عام لغة جديدة، والأديب والمسرحي «جورج برنارد شو» قرر أن يخلق له عادة بأن يكتب خمس صفحات يوميا حتى أصبح من أشهر الكتاب المسرحيين فألف 46 مسرحية وحاز جائزة نوبل لإحدى مسرحياته عام 1925م.
نفاجأ وقد انتصفت أعمارنا أو جاوزتها دون أن نحقق ما نرمي إليه من إنجازات ليس لشيء سوى أننا لم نخلق لنا عادات يومية تقودنا لإنجازات عظيمة.
al_kandri@