في كتابه «أثر التراكم» يستعرض الكاتب دارين هاري تأثير أعظم قانون في الكون كما يصفه آينشتاين وهو السر وراء ثروة الملياردير وارن بافيت، يتلخص مفهوم القانون في أننا لو استثمرنا مبلغا محددا شهريا في فرصة استثمارية ذات متوسط عائد سنوي جيد فمع مرور السنوات وبفعل سحر التراكم سنجني ثروات طائلة.
فمثلا لو استثمرت مبلغ 150 دينارا شهريا في فرصة استثمارية سواء كانت أسهما أو صناديق أو غيرها في شركات قوية وذات ملاءة مالية وبمتوسط عائد سنوي 10% فستصبح محفظتك بعد 10 سنوات 30 ألف دينار وبعد 20 سنة أكثر من 100000 ألف دينار وبعد 30 سنة أكثر من 300000 ألف دينار بسحر التراكم!!
ومن المفارقات الطريفة أن الملياردير وارن بافيت في أحد المؤتمرات قال لو أن الملك فرانسيس استثمر مبلغ لوحة الموناليزا (20 ألف دولار) بمعدل 6% لأصبح يملك في عام 1964م 1 كوادريليون ـ يساوي مليون مليار- أي واحد وعن يمينه 15 صفرا!.
في الأزمات تصنع الثروات، وفي ظل ما يشهده العالم من تداعيات أزمة كورونا التي ألقت بظلالها على مجالات الحياة متمثلا في شلل أغلب المشروعات وانهيار أسعار النفط والتصريحات المتوالية لسياسة شد الأحزمة وأن العالم بعد كورونا ليس كقبله أصبح لزاما اتخاذ قرارات مالية أكثر صرامة، وإذا استوعبت هذا القانون سيتولد لديك حساب ذهني مختلف وستنظر لإنفاقك بعين استثمارية، وستتخذ قرارات أكثر اتزانا ماليا لاسيما أننا عشنا شهورا في، شبه إغلاق لمراكز التسوق، واكتشفنا كم كنا ننفق أموالنا في أمور تافهة أثبت الواقع قدرتنا على الإقلاع عنها أو تقنينها على الأقل، لذلك أصبح استثمار قانون التراكم بفاعلية وبكفاءة عالية ضرورة شريطة اتخاذ القرار ثم الانضباط لبناء محفظتك الاستثمارية تشيد بها حصنا متينا من الثروة والتي تبنى بعلاقة وثيقة مع الوقت تحتاج الى صبر ونفس طويل لتجني ثمارها، فلا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.
al_kandri@