كانت هناك أسباب عديدة تدفع إلى الاعتقاد بأن الفوز سيكون حليف جو بايدن في رئاسة أميركا، وقد عرضتها في مقال طويل مدعم بالرسومات والأشكال، حيث كان في مقدمتها نتائج استطلاعات الرأي الكلية، والتي دعت الزميلة د.كلير دوراند Claire Durand الرئيسة السابقة لجمعية العالمية لبحوث الرأي العام WAPOR للتعليق والنشر بثقة في مقالة تحت عنوان «اعتقد أن بايدن سيفوز» وقد ذكرت في فيها: «لكي يفوز دونالد ترامب، سيكون من الضروري أن يكون أكثر من 50 من استطلاعات الرأي المختلفة بمنهجيات مختلفة على خطأ. هذا غير محتمل للغاية.
غالبا ما تكون استطلاعات الرأي الانتخابية أفضل استطلاعات الرأي التي يمكنك الحصول عليها، لأن منظمي الاستطلاعات يعرفون أن تقديراتهم ستقارن بالنتائج النهائية (ومع منافسيهم).. أداؤهم يشهد على كفاءتهم»!
وقد أظهرت الاستطلاعات المجمعة أن بايدن يتقدم على ترامب بنسبة 7% أو أكثر منذ أوائل يونيو، ورغم كل الأعمال الدرامية في الأشهر العديدة الماضية، إلا أن تقدم بايدن كان ثابتا مع استمرار الخوف من وجود نسبة مرتفعة من فئة «الخجولين من دعم ترامب» والتي كان من الممكن أن تقلب هذه الأرقام لصالح ترامب.
وكان من الواضح أن بايدن كان متقدما ليس فقط في استطلاعات الرأي الوطنية، ولكن أيضا في استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات التي تعتبر أرض المعركة، وأشارت الأرقام إلى أنه سيحتفظ بجميع الولايات التي فازت بها كلينتون في عام 2016، واعتبارا من أوائل أكتوبر، كان يتقدم في ست من الولايات السبع التي فاز بها ترامب بفارق ضئيل في عام 2016.
وأما السبب الثاني، فهو أن الديمقراطيين قد تعلموا من أخطائهم السابقة في اعتمادهم وركونهم إلى فحوى التقارير الإعلامية، ونتائج استطلاعات الرأي، التي كانت تشير إلى فوز مرشحهم، دون الأخذ بعين الاعتبار للمتغيرات التي لا تستطيع استطلاعات الرأي بمنهجيتها أن ترصدها، وقد كان نتاج ذلك، أن أحجم قطاع من الديمقراطيين، في انتخابات 2016، عن المشاركة في التصويت، لقناعتهم بحتمية فوز مرشحهم بغض النظر عن تصويتهم من عدمه وكان هذا من أسباب الخسارة، وفي المقابل، فإن النسبة الكبيرة التي شاركت في البريد وبالتصويت المبكر في 2020 كانت من الأسباب القوية في وصول بايدن إلى البيت الأبيض.
[email protected]