رغم أن عنوان الندوة، التي دعت إليها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مؤخرا، كان بعنوان «العمل الخيري الإسلامي»، إلا أن حديث المشاركين تمحور حول الزكاة، وما تشكله من تدفق مالي ضخم ينهض بالأمة الإسلامية، ويقوي من عودها اقتصاديا، وأنها مظهر من مظاهر التكاتف بين المسلمين وتعاطف أغنيائهم مع فقرائهم.
والحقيقة أن الزكاة تستحق أن تأخذ هذه المساحة في نقاشات الندوة وغيرها، فقد تحدث البعض عن صندوق الزكاة الذي أطلقته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عام 2019، والذي يعتبر فرصة مميزة للمتبرعين كصلة وصل مع مستحقي الزكاة من اللاجئين والنازحين داخليا، حيث تلتزم المفوضية بوصول كامل أموال الزكاة (100%) إلى مستحقيها، وتغطية التكاليف الإدارية من مصادر أخرى.
هناك الكثير من الأفكار الابداعية التي تستحق الثناء ونحن نتحدث عن هذه الفريضة وأهميتها الروحانية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن في المقابل هناك افتقاد لجانب الرصد والتأثير والقوة والمقارنة، المبني على البحوث والأرقام، بما يليق بهذه الفريضة وأهميتها، وينطلق من رقم إجمالي أكثر دقة، بدل التفاوت الكبير في تقدير إيرادها السنوي ما بين 250 مليارا و600 مليار دولار سنويا، مع وجود تقديرات تشكل أضعافا مضاعفة في حال أدخلت مصادر أوسع لخيرات الأرض، أو الاختلاف بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، والذي قدره د.علي القره داغي في بحثه «الإعجاز في منظومة الزكاة» بمبلغ 3.375 تريليونات دولار قيمة زكاة العالم.. لو جُمعت!
دعونا نتخيل وجود ما يمكن تسميته بمؤشر الإنفاق أو التدفق الزكاتي، يقوم برصد الأموال المتدفقة سنويا للزكاة، والتي يمكن رصدها خلافا لتلك الموجهة للصدقة، خاصة أن الزكاة في كثير من الدول تتم في إطار تنظيمي ولها مؤسساتها الخاصة، نحن بحاجة الى دقة أكبر في الاطلاع على أرقام الزكاة بدلا من الفوضى والتوسع في المدى المفترض لحجم التدفقات لتكون مادة محفزة وأداة للتأثير.
[email protected]