رغم أن تواصل الجهات الخيرية مع المتبرعين هو بشكل رئيسي لطلب المال، فإن بعض الجهات الخيرية تتوسع في تواصلها مع المتبرعين في الأعياد والمناسبات بالتهنئة وهو أمر جيد، لكن التواصل وطلب الآراء مع المتبرعين ينبغي ألا يقف عند هذا الحد.
تحتاج الجهات الخيرية إلى التواصل التفاعلي الذكي المنظم، حيث ينخرط المتبرعون بمشاريع هذه الجهات ويتفاعلون معها بتقديم الآراء باحترافية ومهنية، فهم من الشركاء الرئيسيين في نجاحها وتطوير عملها.
يمكن معرفة آراء وانطباعات المتبرعين عن الجهة الخيرية من خلال عدة أدوات، مثل صناديق الشكاوى، البريد العادي، البريد الإلكتروني، الهاتف، ومناقشات مجموعات التركيز، إضافة الى الاجتماعات المباشرة.
وسواء كانت الأداة المستخدمة هي المقابلات الشخصية، أو مزيج من أي من الخيارات الأخرى، فإن استطلاعات الرأي تعد من أهمها، لأنك لا تنتظر الرأي وإنما تطلبه بطرق احترافية، فهي وسيلة جيدة لجمع الكثير من المعلومات من عدد كبير من المستجيبين (المتبرعين).
من شأن أداة استطلاع رأي المتبرعين Donors Survey أن تقدم للجهة الخيرية بيانات مهمة عنهم، ودوافعهم لدعمها، ومجالات العمل التي يهتمون بها.
وكما تعد وسيلة للتعرف على ردود الأفعال الإيجابية والسلبية، باعتبارها طريقة رائعة لإشراك المتبرعين (engagement tool) من خلال إعطائهم فرصة حقيقية للقيام بشيء وهم يشعرون كما لو كانوا يساعدون الجهة الخيرية في خدمة العمل الخيري بطرق أخرى غير التبرع المالي.
وكما يمكن من خلال استطلاع رأي المتبرعين الحصول على فوائد للجهة الخيرية بطريقة غير مباشرة مثلا، إعلام المستجيب بآفاق جديدة للتبرع مثل الوصايا والوقف أو الإعلان عن مشاريع خيرية جديدة.. الخ، بالإضافة الى مساعدة الجهات الخيرية في العثور على مانحين جدد بطريقة غير مباشرة من خلال دراسة نتائج البيانات الديموغرافية للمتبرعين ومعرفة نقاط قوة وفرصة الجهة الخيرية عند فئة من المتبرعين لجذبهم اليها.
ليس من الحكمة اقتصار التواصل مع المتبرعين لطلب المال فقط، وحتى لا يسمعوا ما قاله أحدهم لموظف جهة خيرية أثناء حملة جمع تبرعات: «أنتم لا تذكرونا إلا بالتبرع!»