تعد الصراعات والنزاعات من أبرز الأحداث التي تحرك أسئلة استطلاعات الرأي في التجربة الأميركية، ولا سيما حين تكون الولايات المتحدة أحد أطرافها كما حدث في حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت حيث تجاوزت المئات من الأسئلة لتعكس ما الذي أشغل صناع القرار والجهات البحثية والإعلامية وأرادت أن تتعرف على الرأي العام حيالها، وهو ما أستعرضه في هذا المقال بنظرة عامة موجزة على هذه الاستطلاعات المتنوعة، وبعض نتائجها بمناسبة ذكرى نهاية فبراير التي شهدت تحرير الكويت عام 1991.
تناولت بعض الاسئلة السبب الرئيسي لإرسال الرئيس بوش قوات إلى الشرق الأوسط، حيث تصدرت إجابتين هما: لمنع صدام حسين من السيطرة على موارد الطاقة التي تعتمد عليها دول كثيرة (39%) أو لإجبار العراق على الانسحاب من الكويت (33%).
ومن أهم الاسئلة في هذا السياق أيضا - ولا سيما بعد التحرير بأيام - الاستفسار عما إذا كان الوضع في الشرق الأوسط يستحق خوض الحرب، وقد كانت النتيجة وفق استطلاع غالوب بتأييد أغلبية كبرى بنسبة 80%، في حين رأي 15% فقط أنه لا يستحق.
وفي استطلاع NBC News، Wall Street Journal رأي 92% أن الحرب يجب أن تستمر حتى تحقق الولايات المتحدة وحلفاؤها هدف إجبار العراق على الانسحاب من الكويت، وكما تناولت بعض الأسئلة حول تصور الشعب الأميركي فيما إذا كانت العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية تكفي لتحرير الكويت دون استخدام القوة العسكرية، فقد رأى 87% حسب استطلاعات New York Times أن القوة العسكرية كانت ضرورية، وبسؤالهم عن نقطة توقف الحرب بين الاكتفاء بتحرير الكويت أم إسقاط نظام الحكم في العراق، أيد ثلثا الأميركيين الاكتفاء بالتحرير.
وأخيرا، فإن ثمة أسئلة أخرى تناولتها هذه الاستطلاعات منها: الاحتفاظ بقوة عسكرية في الكويت مستقبلا لحمايتها من العراق، والسؤال المتكرر بكيفية قيام الرئيس بوش بعمله في التعامل مع الأزمة حيث مالت الأغلبية للرضا عن تعامله، وأيضا كيفية تعامل الإعلام مع تحرير الكويت، وغيرها من الأسئلة التي يجدر للباحثين الاطلاع عليها -بغض النظر عن مدى تأييدها أو معارضتها- لفهم أكثر توجهات الرأي العام الأميركي حيال التحرير وما بعده.
[email protected]