تواجه بعض الجهات الخيرية شكوكا واتهامات مبالغا فيها بدعم التنظيمات الإرهابية، حتى دفعت بعض الدول إلى مراجعة أنشطة هذه الجهات، والتشديد على عدد كبير منها، وتضييق الخناق على مسألة جمع التبرعات بالتشريعات والأنظمة - سواء بقرارات داخلية أو إملاءات خارجية - ساهمت بشكل كبير في انحسار التبرعات، وحرمان بعض الدول - ولا سيما في الخليج العربي - من ضخ أموالها لصالح فئات تستحق الدعم في الدول الفقيرة ومناطق الصراعات حتى تجد نفسها مقتصرة على الصرف الداخلي، حتى وصل الأمر لتسجيل جمعيات خيرية في بعض الدول متخصصة لدرجة الترف!
ولكن وسط كل ذلك يظل هناك تساؤلات كبرى تواجه العديد من المتبرعين من الجهات والأفراد حتى لا ينجرفوا وراء هذه الشكوك فيحرمون أنفسهم من الخير وفق أولويات منطقية دون خوف، ومن هذه التساؤلات: كيف يمكن التدقيق في النشاط المالي للجمعيات الخيرية؟ والتأكد منها ومن مصداقيتها؟ ومن مشاريعها ومسار إنجازها؟
هنا يأتي دور ذكاء المتبرع الذي لا يتلفت كثيرا للمخاوف المصطنعة فيعرف أكثر عن تلك الجهات الخيرية، وإلى أي مدى تطبق مبدأ الشفافية في أعمالها، وتوفر معلومات تفصيلية عن كافة البرامج والأنشطة التي تقوم بها، وإتاحة كافة الوثائق ذات الصلة لمن يطلبها سواء من الجمهور العام أو من الحكومات والمسؤولين، وهل تستعد قيادتها للإجابة عن الأسئلة الملحة من مختلف الجهات.
وفي حال وجود مواقع متخصصة في تقييم هذه الجهات ومشاريعها، يمكن للمتبرع الذكي الرجوع اليها كما في بعض الدول المتقدمة مثل موقع GuideStar، والذي يعد أكبر أرشيف يقدم معلومات عن القطاع غير الربحي بما يصل إلى 2.7 مليون جهة، وعن 3.4 ملايين قيادي في القطاع والعمل تحت شعار يصلح لكل الجهات الخيرية بعنوان «معلومات أفضل، قرارات أفضل، عالم أفضل» «Better Data. Better Decisions. Better World»، كذلك الحال في موقع BBB الذي يقوم بإتاحة معلومات حول المؤسسات والشركات التي يمكن الوثوق فيها، وذلك على مستوى دول: الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، والمكسيك، والتي نحتاج أمثالها في بيئتنا العربية، وهنا ومع سهولة الوصول للمعلومات سيكون تبرعنا بذكاء واحترافية وبلا خوف!
[email protected]