منذ تفشي وباء فيروس كورونا في الصين بداية هذا العام، ظهرت فرضية أن الولايات المتحدة هي التي قامت بتصنيع الفيروس، ومن ثم استخدامه ضد الصين، في إطار الصراع الصيني ـ الأميركي على قيادة العالم، وكضربة إجهاضيه لكبح نمو الاقتصاد الصيني وهيمنته على العالم!
فرضت هذه المقولة نفسها، في أول الأمر، بحيث بات كثيرون حول العالم يعتقدون بها، وينظرون لوباء كورونا على أنه نتاج حرب بيولوجية بين القوى الكبرى، وهذا ما أظهرته نتائج استطلاعات عديدة للرأي العام!
ففي استطلاع مؤسسة غالوب العالمية Gallup International، والذي نشرت نتائج مرحلته الأولى في 23 مارس، وشمل ما يقرب من 25000 شخص في 28 دولة، تم سؤال المستجيبين عن اعتقادهم بوجود دولة/ قوة أخرى تقوم بنشر الفيروس بالعمد، فتبين أن مؤيدي نظرية العدوى المتعمدة، بلغاريا 58%، أرمينيا 56%، مقدونيا 53% والإكوادور 52%.
وعلى صعيد العالم العربي، أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز عالم الآراء في الكويت، ما بين 12 و16 مارس، أن نصف الكويتيين 50.1% يعتقدون بوجود دولة/ قوة أخرى تقوم بنشر الفيروس بالعمد، وعند سؤال هؤلاء عن ماهية هذه الدولة اختار أكثر من النصف 55.7% الولايات المتحدة!
وفي الاستطلاع الذي أجراه المركز ذاته في الأردن ما بين 16 و21 مارس، تبين أن أكثر من نصف المستجيبين 53% مقتنعون بأن سبب ظهور فيروس كورونا هو حرب بيولوجية بين قوى كبرى وعالمية!
إلا أن التطورات السريعة والمتلاحقة حول وباء كورونا، واستمرار انتشاره أميركيا وعالميا، لابد وأن تترك أثرها في تغيير قناعات الجمهور، فقد أصبحت الولايات المتحدة مؤخرا الدولة الأولى عالميا في عدد الإصابات، بأكثر من 750 ألف حالة، متجاوزة بذلك كلا من الصين وإيطاليا، وبعدد من الوفيات تجاوز 40 ألف حالة حتى كتابة هذه السطور!
بل إن السلطات الأميركية، ورغم الموقف المعادي للمهاجرين والتضييق عليهم خلال سنوات حكم ترامب، قد أعلنت مؤخرا عن تقديم تسهيلات بشأن تأشيرات العمل والزيارة لأراضيها، للأجانب العاملين في القطاع الصحي، في إطار جهودها لمواجهة تفشي فيروس كورونا في البلاد، كما أبدت استعدادها للتعاون مع الصين لنقل تجربتها الناجحة في محاصرة الوباء!
فهل مازال البعض يعتقد أن أميركا قد نشرت أو صنعت فيروس كورونا أم أن الصين هي التي صنعته كما يرى البعض الآخر؟
[email protected]