يبدو أن شبكة التواصل الاجتماعي الواتساب WhatsApp أكثر الوسائل الغامضة في التأثير والقياس بسبب طبيعتها المغلقة، وسهولة نقل الوسائط المتعددة ومشاركة المعلومات إلى مجموعات كبيرة الحجم تجعل هذا التطبيق الواسع الانتشار بيئة صعبة للغاية لنشر الإجراءات المضادة لمكافحة المعلومات المضللة التي أصبحت ذبابا مزعجا يغزو هواتفنا يوميا.
ينتاب هذا التطبيق استخدام متناقض لمنصته، حين يسمح في نفس الوقت بالانتشار الفيروسي للمحتوى والدردشة الشخصية المشفرة، حيث يمكن استخدام هاتين الميزتين معا على نطاق واسع من خلال حملات المعلومات المضللة، ويصبح من الصعوبة قياس تأثيره.
تظهر بعض نتائج بحث نشر مؤخرا لمجموعة من الباحثين بعنوان: هل يستطيع الواتساب أن يواجه المعلومات المضللة بتقييد تحويل الرسائل؟ Can WhatsApp Counter Misinformation by limiting Message Forwarding، إن المحتوى يمكن أن ينتشر بسرعة كبيرة من خلال بنية شبكة المجموعات العامة «قروبات» في الواتساب، والوصول لاحقا إلى المجموعات الخاصة والمستخدمين الفرديين، حيث توفر الملاحظات التجريبية حول هذه المجموعات في ثلاث مناطق مختلفة (الهند، البرازيل، جنوب شرق آسيا) وسيلة لاستنتاج سرعة المعلومات من حيث الدقائق المتعلقة بسيناريوهات العالم الحقيقي.
لقد تم التحقق من أن معظم الصور (80%) لا تدوم أكثر من يومين في محادثات الواتساب والتي، في الهند، يمكن أن تكون كافية بالفعل لإصابة نصف المستخدمين في المجموعات العامة، على الرغم من أنه لا يزال هناك 20% من الرسائل ذات فترة زمنية كافية أن تكون فيروسية في المناطق الثلاث باستخدام أي من الاستراتيجيات لتقدير وقت الإصابة.
باستخدام نموذج SEI (Susceptible-Exposed Infected) تم البحث في مجموعة من الأسئلة حول الحدود التي يمكن أن يفرضها تطبيق الواتساب في نشر المعلومات. في حين أن الحد من عدد المستخدمين لكل مجموعة يمكن أن يمنع إنشاء محاور عملاقة لنشر المعلومات عبر الشبكة، إلا أن هذا الحد غير قادر على منع وصول المحتوى إلى جزء كبير من النظام الأساسي بأكمله. والأهم من ذلك، يوضح التحليل أن الحدود المنخفضة المفروضة على إعادة توجيه الرسائل وبثها (على سبيل المثال ما يصل إلى خمس جهات اتصال) توفر تأخيرا في نشر الرسالة يصل إلى درجتين من حيث الحجم مقارنة بالحد الأصلي البالغ 256 مستخدماً في الإصدار الأول من الواتساب.
ومع ذلك، لوحظ أنه اعتمادا على مدى انتشار المحتوى، فإن هذه الحدود ليست فعالة في منع وصول رسالة إلى الشبكة بالكامل بسرعة. قد تحاول حملات التضليل التي تقودها فرق محترفة مهتمة بالتأثير على سيناريو سياسي إنشاء محتوى مزيف مثير للقلق، وله إمكانية عالية للانتشار الفيروسي.
وبالتالي، كإجراء مضاد، يمكن للواتساب تنفيذ نهج مماثل للحجر الصحي للحد من المستخدمين المصابين لنشر المعلومات الخاطئة. عن طريق تقييد ميزات انتشار المستخدمين والمحتوى المشتبه بهم مؤقتا، لاسيما أثناء الانتخابات، ومنع الحملات المنسقة لإغراق محادثات الواتساب ونظامه بالمعلومات الخاطئة، وهو ما يحتم علينا أن نفكر ألف مرة قبل تحويل رسالة وصلتنا عبر واتساب.
[email protected]