العنوان ليس تحليلا أو نقدا للمسلسل الرائع الذي عرض في شهر رمضان المبارك، ولكن المسلسل أوحى لي مهمة بأن هناك خطوات مهمة قد تفصلنا عن واقعنا الحقيقي وبين كبريائنا المزيف، خطوات بين الرصيف والرصيف الآخر تتطلب منا أن نعدل طريقنا الضائع الذي لوثته المظاهر والبعد عن القيم وحب الذات..!
عبرة الشارع: كثير منا عاش فترة الثمانينيات أو سمع عن سوق المناخ فترة الثمانيات وكيف عاش البعض حياة السلاطين والبذخ.. وتناسوا أن بين الفقر والغنى «عبرة شارع» فقد شاهدنا أحد أبطال سوق المناخ في لقاء تلفزيوني يتكلم بحسرة عن الحياة التي يعيشها حاليا حيث يتحدث قائلا: مجرد ذكر اسمي كان السوق يتحرك لأجلي من قوة تأثيري على الكل وأملك الملايين والعقارات.. والآن أعيش على إعانة من وزارة الشؤون، فالدنيا دوارة فقد أدارت ظهرها لي ولغيري بدرجة 180 درجة دون أي اعتبار لمن نكون!
عبرة الشارع: نستغرب من حب الكثير لجمع المال «الحرام» بشتى الطرق وتجده يكذب على اعز أصدقائه وينصب عليه كل ذلك حتى يعيش عيشة الأغنياء والتي يعتقد أنها ستكون حياته راحة وسعادة له دون أي اعتبار أو تفكير بأن هناك حسابا في القبر والآخرة إن لم يكن في الدنيا أولا كفقد ابنه أو أي أمر آخر مؤلم كان للحرام الذي يأخذه سببا في «ألمه» الدائم وتناسى أن الفاصل بينه وبين الحقيقة هي عبرة الشارع «المقبرة».
وأخيرا.. إن عبرة الشارع فيها قصص كثيرة لا أريد أن أطيل آلامها عليكم فعلى الجميع أن يعيشه بكل تفاصيله بشكل واقعي وصادق بعيدا عن الكذب والنظرة «الفوقية»، فالحياة مدرسة والناس أسئلة والأيام إجابات، فالجميع سيأخذ نصيبه من هذه الدنيا سعادة أو حزن فلن يفوتنا شيء كتبه الله لنا فعلينا أن نرضى بالقدر ولنقل دائما: الحمد لله، ولا ينبغي أن نعيش كالطواويس فقد قيل: كنت أرى البعض بشكل جميل ولكن كما يقول المثل.. العتب على النظر!
[email protected]