قعدت أمام البحر لأنه يسمعني بصمت دون أن يقطع حبل «أفكاري» أو يجادلني وبدأ عقلي الباطن بالكلام فخرجت مني الكلمات بدون توقف عن أمور كنت أعتقد أنها لن تحدث أبدا ولكني صدمت عندما أصبحت واقعا فكانت تلك «العبرات» التي حبست أنفاسي فكتبتها سريعا قبل أن تخنقني.
تخنقني العبرة.. عندما أسمع أغنية «أنا الخليجي» وأفتخر أنيي خليجي والتي أصبح الكثير يحفظها قد أصبحت فعلا ماضيا وعلامة كسره ما أرى وأسمع وأقرأ عبارات التجريح والطعن بالشرف وسب بالأعراض... بين الإخوة الخليجيين على جميع وسائل التواصل الاجتماعي فتستغرب كيف كنا متلاحمين وكيف أصبحنا متفككين!! فقلت في نفسي: يا ترى هل ستختفي تلك الأغنية وتصبح من التراث الزمن الجميل والذي كان يحكي عن تلاحم الإخوة الخليجيين؟
تخنقني العبرة.. لما أشوف إن «الفساد» أصبح مثل السلام عليكم، وإن مصالحك الخاصة لا يمكن أن «تمشي» بالشكل الصحيح دون أن تحتاج واسطة أو دهان «سير»، وأصبح اللي يشتغل ويجتهد «مكروه» والمتلاعب والجمبازي هو سيد الموقف!!
تخنقني العبرة.. لما أشوف إن نسبة الطلاق في الكويت مرتفعة بشكل مخيف وإن أكبر نسبة هي بين الشباب في سن العشرينيات والتي تدل على عدم تحمل المسؤولية بين الطرفين وعدم مقدرتهما على تحمل الظروف وقساوتها وعدم تفاهمهما بشكل صحيح وخاصة إذا ما تم إجبار البنت أو الشاب على الزواج خوفا من فوات قطار العمر.. وأمور أخرى كثيرة ساعدت على انتشار تلك النسبة بين شبابنا!!
تخنقني العبرة.. لما يكون طموح الكثير من الشباب هو تقليد «تافه» ممن اشتهر على وسائل التواصل الاجتماعي فيقومون بمتابعة تفاصيل حياته مما سيكون له أثر سلبي على الكثير من شبابنا من ناحية السلوك والطباع.
تخنقني العبرة.. لما أقرأ على وسائل التواصل الاجتماعي حصول البعض على «الجنسية» بالتزوير واستفاد من جميع المزايا التي تمنحه تلك الجنسية دون أن يكون هناك عقوبة لمن ساعده على حصوله عليها ونشر اسمه وفضحه حتى يكون عبرة لغيره، ومن يستحق الجنسية ينتظر فرج الله حتى يحصل عليها!!
تخنقني العبرة.. لما أشوف في وسائل التواصل الاجتماعي إن هناك أشخاص تم تأجيرهم للدفاع عن مسؤول أو متنفذ مقابل مبلغ مادي وكأنهم «مرتزقة» ويستخدمون جميع أنواع الأسلحة من سب وشتم وطعن بالشرف.. كل ذلك من أجل الدفاع عن ذلك المسؤول رغم أنه شخصية عامة قابلة للنقد والنقاش.
وأخيرا... أشكر «البحر» على تحمله كل تلك الهموم التي كادت أن تحرق قلبي وتحمل «عبرتي» والتي كادت أن تخنقني فكان هو الصدر الوسيع الذي أزاح عني كل حزني.
[email protected]