مجتمعنا متدين بالفطرة ولكن دخول «الجمبازية» ممن يطلق عليهم مسمى (مدعي التدين) والذين دخلوا هذا الباب لأجل مصالحهم الدنيوية ولكسب المال فقط من خلال ارتدائهم «عباءة» الدين بحفظ بعض سور القرآن الكريم وشيئا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الأحاديث الشريفة والتواجد في أوقات الصلاة بشكل دائم وإطالة «اللحية» والتواجد مع أصحاب الدين الحقيقي حتى «يخدعوا» الناس بأنهم أصحاب علم ودين! وبعد أن ينالوا ثقة «البسطاء» يبدأون في المتاجرة بالدين فأصبحنا نشاهدهم في كل مكان فصاروا ينافسون المطربين في ظهورهم على شاشات التلفاز من أجل الشهرة والتكسب على حساب «الدين»! فلقد أصبح الكثيرون لديهم «قناعة» بأن كل صاحب «لحية» «مصلجي» رغم إنها ليست «قاعدة» ولكن بسبب ما شاهدوه من «هالجمبازية» والمتسلقين والذين خربوا نقاوة المتدين الحقيقي والذي نعرفه عنه هو حرصه على تعليم «النشء» المبادئ الإسلامية والدعوة وإلقاء الدروس الدينية فقط ولا يحرص على الظهور أبدا في أي تجمع سياسي لأنها آخر اهتماماته.
فمدعي التدين «كالدبابة» يبطش بكل من هو أمامه فهو أمامك متدين «بالشكل» الخارجي فقط، ولكن في داخله هو «مدمر» لكل من يقف أمامه وخاصة مصلحته المادية ما يعرف حتى منو أبوه! أصبح لدى هؤلاء مدارس خاصة وشركات ويتقلدون مناصب مهمة ويملكون ثروات «تخرع».. ويشتهرون بالابتسامة الصفراء ويبتسمون دون قناعة منهم ولكن ليخدعوك! ومدعي التدين «يتخفى» عن المتدين الحقيقي لأنه يفضحه وكاشف أسلوبه وللأسف بعد أن ينال مراده ويتحقق يبدأ بضرب وتشويه «صورة» المتدين الحقيقي أمام الآخرين! ومن أساليبه أيضا تجده يردد أمامك: كلمات الاستغفار وتشعر في نفسك وكأنك «إبليس» أمامه كل ذلك ليقنعك بأنه الوحيد المتدين لأنه أصلا مو حافظ غير الاستغفار! أصبح دينه شكليا فقط، ما عنده مانع يسمع أغاني وطربا وإذا «طحت» عليه يقولك: أول مرة أسمع «أغاني» وبالغلط!
أخيرا.. التجارة بالأديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها البسطاء، فمن يقارن صلاته بصلاة غيره ويظن بأنه أقرب إلى الله منك فهذا ليس متدينا ولكنه يمارس «الجمبزة». العملية ليست مرتبطة باللحية أبدا، فمن أراد «اتباع» هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يكون في مظهره فقط، بل في أمانته وأخلاقه وتعامله وصدقه.
[email protected]