قال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، في افتتاح دور الانعقاد الثالث للفصل التشريعي «15» لمجلس الأمة يوم الثلاثاء الماضي: «اتخذت الحكومة بمبادرة من سمو رئيس مجلس الوزراء إجراءات قانونية بشأن عمليات جرت في بعض الوزارات ورأت الحكومة شبهات اعتداء على المال العام، وإنني أؤكد وأبارك وأدعم كل خطوة جادة تهدف إلى الإصلاح ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين بعد التثبت والتأكد قبل توجيه الاتهام حرصا على كرامات الناس وعدم التشهير بهم».
تلك الكلمة التاريخية ذكرتني بخبر قرأته في «تويتر» يقول: تنكرت في زي امرأة «منقبة» بعد أن سمعت بأن هناك «رشاوى» تؤخذ من المرضى فذهبت «بنفسها» للتأكد إلى ذلك المستشفى الحكومي فأرادت فحصا للسكر فطلبوا منها دفع «رشوة» فرفضت بحجة أن العلاج مجاني لكنهم رفضوا علاجها، ولما شافت إن السالفة «مصخت» فنزعت نقابها فانصدموا عندما عرفوا أنها «وزيرة» الصحة الأوغندية، وحولت الجميع إلى التحقيق بعد التثبت بالدليل القاطع عن وجود رشاوى.
ما قامت به تلك الوزيرة ليس كمادة «الكيمياء» صعب شرحها، فالعملية بسيطة لمن يريد أن يعرف المشكلة ويتخذ الإجراء المناسب فورا، فالخطوة تبدأ بعد أن يعرف الوزير أو القيادي في أي مؤسسة بأن هناك «خللا» في وزارته وخاصة بعض الوزارات التي لها علاقة مباشرة بالمراجعين، ويذهب بنفسه ودون أن يعرف أحد أو يبلغ «الصحافة» بأنه سيقوم بـ «كبسة»، ونبي منه يلبس «جينز» وتيشرت وكاب، وصدقني محد راح يعرفه لأن الشكل راح يتغير عن الدشداشة تماما، وليجرب إنجاز «معاملة» وهمية وليقعد ليراقب الوضع من بعيد وراح يكتشف «بلاوي» ويشوف الكثير من الإهمال والمعاملة السيئة والرشاوى... رغم أنه كان يعتقد أن الأمور ماشية عال العال حسب ما تصل إليه الأخبار من «الحيالة» وعندها سيتخذ بعد التثبت بالدليل القاطع بتحويلهم للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وسأعطي حلا آخرا بسيطا بأن يستعين الوزير بموظفين مميزين ممن يثق بهم وأصحاب أمانة يقومون بدور المراجع «الوهمي» في وزارته والإدارات التابعة لها وراح يعرف حجم «الدمار» والخراب والإحباط الذي يعانيه المواطن وتحلطمه بشكل يومي في وسائل التواصل الاجتماعي، وعندها إذا كان يريد الإصلاح والتعديل، فالقرار قراره وبالدليل القاطع، «أعتقد» أنه سيحيل «ثلث» الموظفين إلى التحقيق وسيكون هذا الإجراء كفيلا بتعديل مسار وزارته وإصلاحه وسينعكس ذلك على أداء باقي الموظفين لأنهم شافوا العين «الحمرة» والمستفيد بالتأكيد هو «المراجع» وغير ذلك «أرجو» ألا يخرج علينا المسؤول في الوسائل الإعلامية ويقول «س» أفعل وأحاسب... فالناس ملت من التصريحات «البالونية».
أخيرا... سبق وقلنا لكم نبي «وزيرا» أو وزيرة من أصحاب البشرة السمراء وستندهشون لأدائهم كما فعلت تلك الوزيرة الأوغندية، والتي أتمنى أن «يقلدها» بعض الوزراء والقياديين.
[email protected]