لما يطق المطر «قبل» وبشكل قوي كنا نستانس و«نغني» ونقول: طق يا مطر طق... كما أصبحت لدينا خبرة عند سقوط مثل هذا المطر لأننا عارفين لما نوصل عند باب المدرسة راح يقولنا حارس المدرسة: رجعوا بيوتكم ما في دوام ترى «عطلة» رسمية، فهذا الحارس يعتبر بالنسبة لنا مثل «ميسي» في وقتنا الحالي لما يسجل هدف الفوز في آخر «دقيقة» نشعر بفرحة كبيرة لأننا نبي «الفكه» من المدرسة علشان نلعب بالماي اللي «تارس» الفريج وما كنا نخاف من الأمراض لأن أصبحت لدينا مناعة من جميع الأمراض ما شاء الله، هذه السوالف تذكرتها لما شفت وسمعت عما جرى في فجر يوم الثلاثاء الماضي من «غرقة» في شوارعنا وبلاوي وتتلحطم الناس... فتذكرت الماضي الجميل وبراءتنا وطفولتنا العفوية.
أول ما نرجع من المدرسة نلبس «البوت» الأسود المطري واللي يوصل إلى «ركبتنا» و«نمسك» ممسحات الماي ونساعد أهلنا «فزعة» ونلقى ماي المطر تارس الغرف والحوش والسطوح لأن بيوتنا قديمة وتخر من كل مكان ويعتبر يوما «ترفيهيا» لنا جميعا نقوم بكل شيء بسعادة دام ماكو مدرسة! ومرات «نطشر» على بعض ويكون هناك ضحك وزعل والمطر من فوقنا «يهطل» بغزارة، والبعض يضع «طشت» بالحوش وفوقه قطعة قماش لتكون مثل «الفلتر» حتى يشربوه صافيا نقيا، وبعد ما نخلص واجبنا نطلع «السكة» ونبدأ بتكملة يومنا الترفيهي بالخروج إلى الفريج ونشاهد آثار المطر ويقول «الشياب»: «خير» من الله ولا كانوا يلقون اللوم على وزير الأشغال ولا مسؤول صيانة الطرق ولا يلقون اللوم على أحد، أما نحن الصغار فيبدأ «البوت» الأسود المطري دوره الفعال في تخطي «نقع» الماي لأن أغلب المساحات في ذلك الوقت كانت ترابية ويبدأ اللعب مع الربع في الألعاب الخاصة عند سقوط المطر، والغريب أنه لما يسقط المطر تكون للتراب رائحة مميزة وكان واحد من الربع عنده عادة غريبة حيث يستلذ «بأكل» التراب ولا نعلم السبب في ذلك!
أخيرا.. المطر نعمة من رب العالمين ورحمة على عباده، فلا نلقي اللوم على أحد إذا كان سقوط المطر يفوق المعدلات الطبيعية، ومهما عملنا من استعدادات فإن الطبيعة أقوى مننا جميعا، وأشكر كل من ساهم في تخفيف معاناة الشعب وكانوا جنودا تفتخر الكويت بهم كالشرطة والحرس الوطني والدفاع والإطفاء.
[email protected]