كمية التحلطم والجدال والعصبية... والتي نراها ونسمعها يوميا أصبحت «مرضا» في مجتمعنا دون أن نجد لها حلا!! وسؤالي: هل نستسلم ونصبح «مثلهم» ونركب الموجه معهم؟ أم نسلك طريقا آخر ونعيش بقية ما تبقى من عمرنا بسلام؟
كل دولة لها مشاكلها سواء مفتعلة من قبل أياد «خفية» أو بالمصادفة، فدولة الكويت مثلا نجد التحلطم على عدد الوافدين اللي «تارسين» الديرة قد أصبح حديثا «مملا» فجعلوا سبب مشاكلنا كلها هم «الوافدين» وسبب زحمتنا «الوافدين»... والسؤال اللي لم أجد له جوابا: من أدخل هؤلاء إلى الكويت؟ هل دخلوها عن طريق سلم طويل وتخطوا سور الكويت وأصبحوا فجأة في منطقة جليب الشيوخ؟!! أم أن الكثيرين من المواطنين قد ساعدوا بطريقة أو بأخرى في دخولهم بطريقة قانونية وأخذوا «المقسوم» منهم وتركوهم يسرحون في الشوارع ويأتي ذلك الكفيل ويتحلطم عن سبب مشاكلنا!!
أصبح لدى الكثيرين متعة في الجدال حتى يثبت أنه على حق فتصبح تلك الديوانية «حلبة» كلامية دون فائدة وإصرار أحد الطرفين بأنه على حق رغم علم الآخرين بأنه مخطئ، فيجب أن نتبع ما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عندما قال: «إذا رأيت من أخيك جدالا بحيث يكون الحق واضحا ولكنه لم يتبعه، ففر منه كفرارك من الأسد، وقل: ليس عندي إلا هذا، واتركه»، لقد نال إعجابي صديق حين اتبع قاعدة «ذهبية» وهي التي تقول: «لا تجادلني، انت صح»، حتى يرتاح من الجدال.
من منا لا يعصب ويغضب؟ فتلك هي طبيعة البشر، ولكن لو اتبعنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مع الرجل عندما قال له أوصني فقال له صلى الله عليه وسلم: «لا تغضب»، فرددها مرات عديدة «لا تغضب»، رواه البخاري، فعند الغضب ستخرج منك كلمات أو تصرفات قد تندم عليها طوال عمرك، فبدلا من أن «تبني» فإنك ستدمر كل ما بنيته، فكلما كنت في موقف شعرت بأن الغضب قد أصبح مسيطرا عليك، سواء مع أهلك أو أصدقائك أو في عملك... عليك أن تخرج «مسرعا» لكي تهدأ، وعندما ترجع ستجد أن غضبك قد «ذهب»، وأن الأمر أصبح تافها.
أخيرا... مهما تحلطمنا أو تجادلنا أو عصبنا... فإن الوضع سيظل كما هو، فيجب علينا أن نعيش بقية حياتنا بسلامة وهدوء، ونستمتع بالحياة القصيرة، فلا تقصرها «بالنظرة» السوداء، والصديق لا تخسره بـ«التشره» والعتب، ولا تزد الحاقدين عددا بسوء الأخلاق، هيا بنا لنعيش بسعادة وتفاؤل، ونبتعد عن كل نقاش ممل وسلبي، فلنحمد الله دائما على كل حال، وعلى النعم التي لدينا، ونبي الهدوء طال عمركم.
[email protected]