يقول: أخذت خام «الدشداشة» إلى الخياط المشهور في منطقتنا لأن عندي مناسبة عزيزة، وبعد أسبوع انتهى الخياط من تفصيلها وذهبت لكي اتسلمها ولكني شعرت بأن الدشداشة فيها عيوب فقلت للخياط: الدشداشة «شكلها» مو مضبوط؟ فقام الخياط «يبكي» فقلت له: ليش تبكي خلاص راح «افصل» دشداشة جديدة؟ فقال له: حاولت أن «اخيطها» بشكل مميز ومع هذا خرجت فيها بعض العيوب، ولكنني «أبكي» على نفسي فقد «اجتهدت» لطاعة ربي طوال عمري فكم يا ترى فيها من عيوب وتقصير!!
تلك القصة تعلمنا أننا مقصرون في حياتنا فعندما نعمل أفعالا بسيطة في حياتنا نقول بأننا سندخل الجنة بدون «حساب»!! وهناك أيضا الكثيرون ينامون ويصحون والهاتف بيدهم لا ذكر ولا صلاة ولا قراءة قرآن.. ومع ذلك لديهم ثقة كبيرة بأن الله غفور رحيم وتناسوا أنه شديد العقاب!! نطلب الشيء الكثير من رب العالمين في «دعائنا» ولكن عندما تدخل «يدنا» في جيبنا نخرج القليل من المال لنعطيه المحتاج، يوصينا الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار وتجد للأسف جارك هو سبب «تعاستك» في منطقتك لكثرة مشاكله معك ومع جيرانه!! رسولنا الكريم يقول: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وتجد هناك من يتعامل مع الآخرين «بفوقية» وتعال على الناس، وتستغرب المشاكل بين العائلة الواحدة والتي تصل إلى المحاكم وأيضا إلى القطيعة بين أفرادها بسبب «الإرث»!! تستغرب من الكثيرين عندما يتمنون لك الخير دائما وعندما يأتي لك «الخير» يحسدونك عليه!! تستغرب أيضا عندما تفرح ولا تجد من يهنئك، تتضايق وما تلقى أحد يقولك «شفيك»، تبكي ولا تجد من يمسح دمعتك، ولكن «اغلط» وسوف تجد «طابور» ينتظرك ليتشمت عليك!
أخيرا.. هناك الكثير من الأمور والتي جميعنا مقصرون أمام الله سبحانه وتعالى فيها لأن هدف الجميع هو «الجنة» وتلك الجنة تحتاج إلى «اجتهاد» وعمل وفعل، فهل سنغير أنفسنا لنرضي ربنا؟
ملاحظة: ستكون مقالتي الأسبوعية كل جمعة نظرا لتوقف جريدة «الأنباء» عن الإصدار كل سبت.
[email protected]