كلما كبر الإنسان يحن إلى أيام «طفولته» ويتذكر بعض تفاصيلها لأنها كانت خالية من الهموم ووجع «الراس» ويتمنى لو كان الزمن قد توقف عند تلك المرحلة، سبب تلك المقدمة بأن الربع يجتمعون عندي كل «خميس» في الخيمة ونبدأ باسترجاع تلك الذكريات عندما كنا نسكن في منطقة «خيطان» الحبيبة، هؤلاء الأصدقاء تربطنا مع بعض صداقة لسنين طويلة تجاوزت الخمسين عاما ما شاء الله، فلقد طلب مني أحد الأصدقاء أن أكتب عن بعض ذكريات الطفولة من خلال سوالفنا الأسبوعية فقلت له: بإذن الله «تم».
في الماضي: كانت أغلب أبواب البيوت مفتوحة ليل نهار، وكانت هناك حركة بأن نضع «خيطا» خارج الباب ويتم سحبه ويفتح الباب إنها «تكنولوجيا» كويتية، في ذلك الزمن كانت الحياة بسيطة وسهلة وآمنة، أما حاليا فتضع الكاميرات وجرس الإنذار ويتم سرقتك في النهار عيني عينك!
في الماضي: كنا نعلب مع بنات الجيران «البروي» والحيلة ونط الحبل والعكوس في قمة البراءة والعفوية دون أي نوايا سيئة وكأنها «أختك» وتدافع عنها ضد أي شخص قد يتحرش بها، وفي أحيان كثيرة تدخل بيوت «جيرانك» دون أي استئذان لثقتهم في عيال الفريج وكأنهم عيالهم، ولما كبرنا أصبحنا نخاف من ولد الجيران!
في الماضي: كنا على قلب واحد في السراء والضراء، حياتنا كانت بشكل دائم فيها الضحك والغشمرة والمقالب، وعندما يتوفى احد أقاربنا يقولون عنه: عمكم «مسافر» حتى لا تجرح مشاعرنا ونبكي، وكانت كلمات الرعب مثل حمارة القايلة.. هي التي «تخوفنا» وتجعلنا ننام، ولما كبرنا عرفنا بأن الرعب ليس من الكلمات بل من الفاسدين الذين لا يحللون ولا يحرمون!
في الماضي: كانت السيارة الواحدة تكفي للعائلة كلها ويبدأ اللعب في السيارة وكأنها مدينة ترفيهية وتسمع الضحكات والبراءة والصراخ من والدك وأحيانا «تحوشك» الخيزرانة لأنك مصختها بصراخك وقلة أدبك، ولما كبرنا أصبح الكل عنده سيارة وأصبحت «وحيدا» تكلم «نفسك» في سيارتك دون أي ونيس معك!
أخيرا.. عندما كنا صغار كان همنا متى نكبر، ولما كبرنا قلنا: يا ليتنا مازلنا صغارا!
[email protected]