الصفحة التي من وجهة نظري تكون أخبارها صادقة 100% هي صفحة «الوفيات» من حيث الاسم وعنوان العزاء. لقد تناقشنا مع مجموعة من الربع حول اهتمام الكثيرين بهذه الصفحة بالذات، فأصبحت تلك الصفحة محور نقاشنا.
يقول الأول: أول ما أقعد من النوم أمسك الجريدة أو مواقع الوفيات على «موبايلي» وأشوف المتوفين فقد يكون أحدهم «أعرفه» لكي أقوم بواجب العزاء فتلك «عادة» نتمنى ألا تنقطع.
ويقول الثاني: أهتم بأن أرى أعمار المتوفين وملاحظتي أن أغلبهم شباب أو بنفس أعمارنا تقريبا، فالواحد أصبح «يخاف» كثيرا من الموت لأن الموت يأتي دون مقدمات، فالله سبحانه وتعالى لا يؤجل وفاتك.
والثالث يقول: أحرص عند ذهابي لواجب العزاء على أن أجلس مدة ربع ساعة وخاصة وقت الضحى لكي أشاهد من يحضر للعزاء من شخصيات معروفة في المجتمع كنوع من الفضول ولكي أعرف مكانة تلك الأسرة من خلال كثرة عدد المعزين المتواجدين!
ويقول الرابع: حرصي على الذهاب للعزاء هو مجاملة فقط لا غير، وحتى لو ما أعرفهم، حتى يقولوا عني إن فلانا «واصل» مع الناس جميعا ويتردد اسمي بين الناس بأن فلانا تلقاه في كل عزاء موجود.
أحببت أن أوصل «فكرة» مهمة للجميع بأننا جميعا راحلون عن هذا العالم سواء بمرض أو حادث أو فجأة.. تعددت الأسباب والموت «واحد»، فالواجب على الجميع أن يعرف أن هذه الدنيا قصيرة، ويا من تعتقد أن عمرك عمر سيدنا نوح، وأن الموت بعيد عنك فهذا الكلام انساه، فكلنا نسمع أو حدث معنا بأن فلانا كان بالديوانية وذهب إلى بيته وتوفي من دون أي سبب أو كان يصلي وتوفي.
أخيرا.. ستكتب أسماؤنا في الصحف بأن فلانا أو فلانة قد انتقل إلى رحمة الله تعالى وسيوارى جثمانه الثرى في تمام الساعة (...)، فلنجعل خاتمتنا «حسنة»، وعندما كنا «صغارا» كنا نعتقد أن الموت يأتي فقط للكبار، ولما كبرنا رأيناه يأخذ الصغار ومن هم في نفس أعمارنا وشعرنا بأن الموت يقول لنا: سآتي لكم يوما ما، فاجعلوا إخواني حياتكم لآخرتكم ولا تظلموا أحدا أو تسرقوا أحدا ولا تشعروا أنفسكم بأنكم فوق العالم كله، فصفحة الوفيات ستكون فيها أسماؤكم يوما ما، فكلنا راحلون.
[email protected]