شاهدت مشهدا من فيلم «مصري» أبيض وأسود من بطولة الفنان الكبير فؤاد المهندس يتكلم عن واقعنا المؤلم الحالي بأسلوب ساخر، تخيلوا معي المشهد عندما يدخل «بطلنا» إلى محل للعطارة اسمه: أخلاق للبيع، وأول ما يشاهده عند دخوله لافتة كبيرة مكتوب عليها: خذ من الأخلاق ما شئت، وادفع على راحتك!! ويشاهد علبا فيها حبوب متنوعة بكميات كثيرة ويسأل البائع عن أسمائها فيقول له: هذه حبوب (الكرم - الشجاعة - الصدق - وعندما يذكر البائع كلمة الصبر يقول البطل: لقد «شبعنا» من الصبر وملينا منه حتى الصبر تعب وزهق ويقول: شلون صابرين على حالكم!! وعندها يطلب «بطلنا» من البائع حبوب: قلة أدب - أنانية - نفاق، فيجيب البائع: للأسف كلها «بيعت» بسبب الطلب الكبير عليها لدرجة إنه خلال «نص» ساعة البضاعة «خلصت»! وعندها سأله بطلنا ما هو أكثر صنف مطلوب أجابه البائع: النفاق! أما الأخلاق والشجاعة والصبر والكرم.. فهي «مركونة» وقليل جدا من يشتريها!! فترجاه بطلنا أن يعطيه «حبتين» نفاق حتى يمشي «حاله» فأجابه البائع: أقسم لك بأنه لا يوجد لدي طلبك لأن الناس «تغيرت» للأسوأ بسبب شرائها حبوب «النفاق»!
ذلك المشهد الساخر وخاصة «نفاد» حبوب النفاق جعلني أتفكر وأقول: كم من شخص قابلناه في حياتنا وكان حديثه شيئا وحقيقته شيئا آخر؟! وكم من شخص تظاهر بالأخلاق والديانة وحب الوطن.. وقلبه «أسود» من الحقد؟! أصبحنا نشاهد «النفاق» بكل مكان وأصبح أكثر المنافقين للأسف في الصفوف الأمامية!
وكما قالوا: نافق وستجد لك ألف مرافق!! أصبح النفاق «كالعطر» تشمه في كل مكان، فالكثيرون من الناس حرصوا على شراء «أقنعة» النفاق بأشكال متنوعة لاستخدامها في مناسبات عديدة وحسب أهمية الشخص والمكان!!
أخيرا: أينما وجد «النفاق» وجد «الفساد» والعكس صحيح، أما الأخلاق في نظر الكثيرين فلم تعد ذات «أهمية» للأسف لأنها ما توكل خبز، فالمطلوب حاليا للأسف وبشدة هو حبوب النفاق.
[email protected]