في عام 1981 عرض فيلم «هندي» بعنوان: كولي ومعناه «الحمالي» من بطولة النجم المشهور «أميتاب» وفي نهاية الفيلم يموت بطلنا مما أدى إلى قيام الجمهور الهندي بتكسير جميع دور السينما التي عرض بها ذلك الفيلم لسبب بسيط وهو أن البطل يجب ألا يموت «أبدا» مما أدى إلى قيام المنتج بزيادة مدة الفيلم إلى «ربع» ساعة وتم عرضه من جديد في وقت لاحق بأن البطل لم يمت ولكن إصابته كانت شديدة وبدأ «بتكفيخ» الأشرار من جديد، وبعد انتهاء الفيلم «بوزيادة» صفق الجمهور للبطل «اميتاب» لأنه رمز وقدوة ونصير الفقراء... ومن يومها نشاهد المنتجين في الأفلام الهندية يحرصون دائما في بعض الأفلام أن يكون للبطل «توأم» شرير فموته لن يؤدي إلى غضب الجمهور أبدا ولكن الطيب «مستحيل» يموت لأنه البطل فموته يعني انتصار «الفاسدين» وزيادة الظلم على البسطاء من عامة الشعب.
المغزى من تلك المقدمة أن هناك أشخاصا كثيرين وجباتهم الثلاثة اليومية هي «المبادئ» وتجدهم ملتزمين بالقانون ولا ينزلون «راسهم» لصاحب المصلحة أبدا ولكنهم يصطدمون بالواقع من واسطة ومحسوبية... في مجتمعنا الكويتي، فأصبح صاحب المبدأ نفس «العربة» الأخيرة في القطار فجأة تفتح «الحديدة» التي تربطها مع بقية العربات ويجد نفسه وحيدا في عربته «واقفا» والبقية «ماشية» في السكة لأنها «تأقلمت» وأيقنت أن المبدأ «ما يوكل خبر فزاد المنافقون والمطبلون من أجل مصالحهم الشخصية!»، ولدينا دليل بإدارة الفتوى والتشريع بالتعيينات الأخيرة حيث تم قبول من تقديرهم «جيد» وتم رفض قبول من تقديرهم «جيد جدا» لأن أولياء أمورهم ليسوا من أصحاب «النفاق» وغير مقربين لصاحب القرار في التعيين فضاعت «الطاسة»، وبإذن الله يتم تعيينهم لأنهم أصحاب «حق».
أخيرا.. الشعب يحتاج إلى «أبطال» عادلين فليس مهما أن يكونوا أصحاب «دين» بل أصحاب «حق» عندما يتواجد هؤلاء وينجحون في مهمتهم «سيصفق» الشعب ويسعد كثيرا لأن حقوقهم لن يسلبها أحدا ولن تضيع، وهذا حلم كل كويتي شريف صاحب «مبدأ»، وكما قالوا: أعطني قليلا من الشرفاء، وأنا أحطم لك جيشا من الفاسدين واللصوص.
[email protected]