كثيرون «يحاتون» مستقبل عيالهم وهذا أمر طبيعي وان بعد «موتهم» سيضيعون في هالدنيا، فلهذا يجب أن يعملوا ليلا ونهارا من أجل توفير المال لهم قبل «موتهم» وتناسوا التربية الصالحة وغرس الأخلاق والدين في قلوبهم! إن قصة الخليفة عمر بن عبدالعزيز فيها «درس» لنا جميعا بأن «صلاح» الأولاد وتربيتهم أهم من الأموال، فالرازق هو الله سبحانه وتعالى، فقد كان عمر بن عبدالعزيز حاكما «عادلا» وفي عهده كان شعبه يعيش في «رخاء» وله أحد عشر ولدا ومع ذلك ترك لهم تسعة دنانير فقط كميراث، وعندما سئل عمر بن عبدالعزيز وهو على فراش الموت: ماذا تركت لهم؟ فأجاب: تركت لهم تقوى الله فإن كانوا صالحين فإن الله تعالى سيتولى الصالحين وإن كانوا غير ذلك فلن أترك لهم ما يعينهم على معصية الله تعالى، وعلى العكس منه كان للخليفة هشام بن عبدالملك أحد عشر ولدا وترك لكل واحد منهم «مليون» دينار وهو مبلغ «خيالي» في ذلك الوقت ولكنه كان «ظالما» وغير عادل..
ولقد شوهد في يوم «واحد» أحد أبناء عمر بن عبدالعزيز يتصدق «بمائة» فرس للجهاد في سبيل الله وأحد أبناء هشام بن عبدالملك «يتسول» في الأسواق طلبا للمسـاعدة!
إن القضية ليست «بكثرة» المال، فالمال الزائد «يخرب» الأولاد، فكثيرا ما سمعنا وشاهدنا عن «ضياع» ثروة الكثير من العائلات الغنية والشركات المعروفة بعد موت صاحب «الحلال» فأصبحت هناك خلافات بين الورثة في المحاكم فكل يريد «نصيبه»، كما أن ضياع الثروة بأن «الأولاد» لم يتعبوا من أجلها فضاعت بسهولة على وناستهم الزائفة، ولو كانت الحياة ترجع للأب مرة ثانية ويشاهد ما فعله أولاده سيتحسر ويتحسف على «تعبه» الذي جمعه وما كان يتمنى أن يصبح «غنيا» وحال أولاده في ضياع! وأيضا سمعنا عن قصص لأولاد قد عاشوا حياة بسيطة قبل وفاة «والدهم» ولكنهم بعد وفاته أصبحوا «أغنياء» بفضل تعليمهم وصلاحهم وأخلاقهم ودينهم الذي غرسه «والدهم»، فلا «تحاتون» عيالكم فاحرصوا على «غرس» كل ما ينفعهم من صلاح في هالدنيا فهو الذي سينفعهم في الدنيا والآخرة، فالرازق هو الله سبحانه وتعالى.
[email protected]