يقول الشاعر الكبير راكان بن حثلين:
يا محلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلس مافيه نفس ثقيلة
هذا ولد عم وهذا ولد خال.. وهذا رفيق مالقينا مثيله..
هذان البيتان فيهما حكمة عميقة بأن راحة البال التي ذكرها الشاعر لم ترتبط «بالمال» أبدا وإنما ارتبطت ببساطة الأشياء والتي تركزت على عدم وجود ما يعكر مزاجك في أي مكان تتواجد فيه.
قال لي صديق: تصدق يا «بوفهد» بأن الوزير أو عضو مجلس الأمة أو أي مسؤول كبير «محظوظون» بأن كل أمورهم ماشية وما توقف ومضبطين ربعهم، فأجبته: من يقولك بأن «الوزير» أو النائب أو من يملك منصبا كبيرا في الدولة «مرتاحا» وما «يعيش» في صراع طويل من المجاملات والزيارات اليومية والاتصالات التي ما توقف والضغوط النفسية على حساب صحته وأسرته وراحة باله!! أي سعادة وخصوصية يعيشها هذا المسؤول!! وأغلب من ترك تلك «الوظيفة» شعر براحة البال وسعادة لم يرها منذ «زمن» أما من يعشق الأضواء ولا يقدر أن يبتعد عنها ممن ذكرتهم فالله يعين «بالهم» والله يرحم حاله وصحته ومزاجه على تحمل هالعالم لأن الزعلان أكثر من الراضي!!
إن راحة البال في نظري «تلقاها» في قراءة «قرآن» وتشعر براحة نفسية، أو سفرة مع أسرتك أو أصدقائك ترتاح معاهم نفسيا، أو تلقاها أو قراءة كتاب «مميز» تشعر وكأنك «تحاور» هذا الكاتب وتجد المنفعة الذهنية، أو الجلوس أمام البحر وتسمع صوت الموج، أو الجلوس في «كافيه» وتشرب قهوتك دون أن تتكلم مع أحد من أجل الاسترخاء... اضف إلى ذلك اسحب نفسك من أي علاقة قد تسلبك راحة «بالك» لأن العلاقات هدفها الأساسي هو خلق جو مريح لك وليس لتدمير مزاجك فقل دائما: أنا غلط وانت الصح، لأنك «اشتريت» راحة بالك بنجاح، إن الإنسان السعيد ليس من يملك المال أو القصور فهي لا تأتي لك بالسعادة ولكنها تأتي «بالرضا» والقناعة بما أنعم الله عليك وراحة بالك.
أخيرا.. تأكد أن كل شيء تخسره من أجل راحة بالك «اعتبره» مكسبا، فالحياة على أعصابك «ارفضها» دائما، فكفانا مجاملات على حساب راحة بالنا.
[email protected]