قرأت «قصة» حدثت في أميركا تتحدث عن معنى «العطاء» الحقيقي، وكيف يكون مردوده «عظيما» من دون أن تشعر بأن هذا العطاء سيغير مجرى حياتك للأبد.
تقول القصة: إن زوجة طلبت من زوجها أن يستغني عن جهازه اللابتوب الثاني الذي لا يستخدمه إطلاقا من أجل إعطائه لابن عاملة النظافة «الفقيرة» والتي تنظف مكاتبهم لأن ابنها لديه «حب» كبير للكمبيوتر وموهوب ولكن لأن إمكانيات والديه صعبة فلم يستطع أن يطور إمكانياته لعدم وجود جهاز كمبيوتر لديه، واستطاعت الزوجة إقناع زوجها بإعطاء هذا اللابتوب لابن عاملة النظافة، وكانت فرحة هذا الابن كبيرة لحصوله على هذا الجهاز، وخــلال سنين بســـيطة افتتح هذا الشـــاب شركة صغــيرة تهتم بالتطبيقات والبرمجة لأجهزة الكمبيوتر، وأراد أن يجعل نصف ملــكية الشركة باسم والدته، ولكنها رفــضت وقالت له: يجب أن تجـــعل هذا النصف لذلك الزوج الذي استطاع أن يطور امكانياتك بإهدائه اللابتوب لك.
لقد «عاد» ذلك العطاء بعد سنين إلى من كان له الفضل في تنمية موهبة «شاب» كادت «تموت» وكان هذا العطاء بأن يصل إليه مبلغ 10 الآف دينار «شهريا» كأرباح للشركة وسيرتفع ذلك المبلغ عندما تكبر الشركة وهو دخل ضخم ومتغير دون أن يعرف أن عطاءه البسيط قد غير حياته وحياة الشاب، عاد العطاء لذلك الزوج بسبب لابتوب لم تكــن له أهمية في نظره، ولــكــنه يعني الشيء الكثير لذلك الشاب.
أخيرا.. في منازلنا الكثير من الأشياء التي استخدمناها وتم ركنها دون أن تعرف السبب! ولم يعد أحد يستخدمها، فحان الوقت لاستخراج كل هذا الخير الكثير من «خزانات» منازلنا والتي أصبحت لا تعني لنا شيئا ونتبرع بها، فرب دعوة صادقة من محتاج قد غيرت حياة اشخاص للأبد، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق»، فالعطاء فيه سعادة لك قبل أن يكون لغيرك.
[email protected]