لما كنا أطفالا كنا نلعب بالمفرقعات والتي تسمى بلهجتنا «الجراغي»، ومن بين تلك المفرقعات كنا نستمتع بإشعال «الصاروخ» ونسميه أيضا بلهجتنا «الصعادي» من كلمة صعود إلى فوق بسرعة شديدة محدثا «صوتا» قويا، وأصبحت تطلق كلمة «صاروخ» بعد ذلك على كل من يكذب كذبة لا تصدق ويقولون عنها: قوية.
تذكرت سالفة «الصاروخ» عندما قرأت قصة مدعي النبوة عندما أُمسك به وذهب به الى الوالي، فقال له الوالي: ما هي كرامتك؟ فقال له: أعرف ما في قلوبكم؟ فقال له الوالي: وماذا في قلوبنا؟ فقال له: ان في قلوبكم كلكم أنني كاذب، فقال له الوالي: صدقت، فهل تعطينا دليلا آخر؟ فقال له: إنني آمر كل شجرة تأتي إلي طوعا.. فقال له الوالي: قل لتلك الشجرة أن تأتي إليك.. فقال: تعالي أيتها الشجرة.. ولم تأت فكرر ذلك ثلاث مرات ولم تأت!! وعندما رأى مدعي النبوة أن الشجرة لم تأت ذهب إليها، فقال له الوالي: إلى أين؟ فقال: إن الأنبياء ليس عندهم غرور ولا تكبر، فإن لم تأت الشجرة فإني ذاهب إليها وهرب.
صاحب الصواريخ هو شخصية «تؤلف» السالفة في وقتها ويضع عليها البهارات ويرويها وكأنها حدثت له، ولديه «إيمان» مطلق بأن ما يقوله هو حقيقة!! يستطيع أن يقنعك من أول مرة بأسلوبه ولكن ينكشف بعد فترة عندما تعرف بأن كل كلامه كله كذب في كذب ولكنه «ممتع» لأنه يستطيع أن يملأ الفراغ عندما تنتهي السوالف ويكون هناك «صمت» في الديوانية أو العمل...، افتح أي موضوع وستجده فورا يكمل الحديث أفضل منك وبامتياز ويعتبر نفسه «جوجل» .. بالكذب طبعا.
لقد أصبح البعض من أصحاب «الصواريخ» «مشهورا» بين الدواوين واصبحوا مطلوبين ويتنافسون عليهم لكي يسعدوا أصحابها من أجل الضحك، والشيء الجميل بأن أصحاب «الصواريخ» يحرصون على عدم «الحلف» بصدق كلامهم حتى لا يأخذوا إثما آخر غير الكذب الذي قالوه.
أخيرا.. يا ترى كم عضو مجلس أمة شاهدناه يطلق «صواريخ» علينا طيلة حياتنا وبأنه سيفعل ويفعل، وفي النهاية هرب كما هرب مدعي النبوة!!
[email protected]