أثناء تواجدنا بالمطار للعودة لأرض الوطن شاهدت حقيبة مكتوبة عليها «رحلة سعيدة» وتفاءلت بها وقلت في نفسي: ما شاء الله ستكون رحلتنا «سعيدة» وشاهدت أيضا عائلة مكونة من أم وأطفالها الخمسة يصارخون ويلعبون أمام كاونتر المسافرين فقلت في نفسي: الله يستر منهم ما يكونون معانا، ولما ركبنا الطائرة وللأسف وحظنا التعيس كانت «كراسيهم» أمامنا مباشرة فتذكرت المثل الكويتي اللي يقول: العياب عند الباب، ولما جلسنا وربطنا الأحزمة كان الأطفال يرفضون ربط الأحزمة وأمهم مسكينة تصارخ عليهم وبالأخير ربطوا الأحزمة فقلت في نفسي: ما شاء الله الأم شخصيتها «قوية» راح نستمتع بالهدوء بقية الرحلة، وما إن استقرت الطائرة بالجو وأعلن عن فك ربط الأحزمة حتى انقلبت تلك الكراسي التي أمامنا إلى «ملهى ترفيهي للأطفال» ولكن في الجو !! وبدأت أمهم بالسوالف مع اللي أمامها وخلفها مباشرة وطلعت «أمهم» طفل كبير! وهالشيء أضرنا كثيرا لأن بقية الركاب يعتقدون أنها معنا!
كانت والدتهم مثل «الوايف اي» تشبك مع الكل بالسوالف وعيالها يتحاذفون بالأوراق فيما بينهم وعمك اصمخ، والأم أصلا ناسية أنها مسافرة مع عيالها! والمضيفات تكون ابتسامتهن كبيرة وما إن يصلوا بقربنا حتى تختفي الابتسامة منهن وينقلبن وكأنهن مديرات متسلطات! فتمنيت في تلك اللحظة أن يتم اختطاف الطائرة حتى نرتاح من ذلك الإزعاج ومن نظرات بقية المسافرين، ولقد لفت نظري أيضا رجلا جعل من ممر الطائرة وكأنه ممشى «مشرف» يمكن أكثر من 20 رايح وراد، ليش ما أدري!! وجاءت وجبة العشاء والتي ينتظرها الكل فقلت: الله يستر لا تصير مشكلة فيما بينهم، وبدأ الأطفال بالصراخ بطلب «الكاتشب» فقالت الأم: وين قاعدين أنتو بالمطبخ ماكو «كاتشب» وزاد صراخهم والأم قاعدة «تلتهم» أكلها وأكل ولدها الصغير، وفجأة قام أحد الأطفال بحذف أخته بكوب الماء اللي أمامه والذي يأتي مع وجبة العشاء، وتعالى اسمع الصراخ، والأم تصارخ وتتوعد وهي تاكل! وبعد أن انتهت الأم من أكلها أصبحت هي «المضيفة» فقامت مسرعة بحمل بقية أكل عيالها إلى المضيفة الأصلية حتى لا تحدث مصيبة أخرى، فانقبلت تلك الرحلة إلى فاصل مزعج دام ثلاث ساعات.
أخيرا.. الأطفال يحتاجون إلى ضبط وربط خاصة في الطائرة لأن هناك حالات خاصة يؤذيها الإزعاج وقد يؤدي إزعاجهم إلى مشاكل كبيرة في حالة تطورها.
[email protected]