اجتمع مسؤول مع الموظفين فقال لهم نكتة بايخة، فضحك الجميع بقوة إلا شخصا واحدا فقال له المدير: شكلك ما فهمت النكتة؟ فقال له: لا والله فهمتها بس أنا تقاعدت أمس! هذا «التطبيل» أو مسح جوخ الذي مارسه هؤلاء المطبلون هو سبب بروز فئة «كرامتها» هو آخر تفكيرها وتتقبل الإهانات بشكل عادي جدا ومتميزة جدا في الكذب و«التلميع»، وما عندها مانع أيضا أن تدوس على أقرب الناس لها من أجل الوصول إلى هدفها.
الجوخ هو نوع من أنواع الأقمشة الفاخرة والغالية وكان محصورا اقتناؤه في ذلك الوقت على الطبقة الغنية وأطلق هذا المسمى على كل من يتقرب إليها من أجل غاية معينة لقب «ماسح جوخ»، ومع مرور السنين أصبح استخدام هذا المسمى «متشعبا» لكل من يريد أن يصل إلى «هدفه» بطرق ملتوية! ففي وقتنا الحاضر تستغرب جدا عندما تشاهد البعض كانوا «نكرة» قد وصلوا إلى مناصب ليست لديهم مؤهلات أو كفاءات ولكن بفضل «بركات» مسح الجوخ قد حصلوا عليها!
لقد أصبح النفاق في المدح والتطبيل وحتى نقل الأخبار «التجسس» للمسؤولين منتشرا في بعض الوزارات من أجل «ترقية» أو علاوة..! وماسح الجوخ يعلم ان هذا المسؤول ليست فيه أي «مزايا» حسنة ولكن من أجل «مصلحته» يعمل المستحيل لتلميعه ومديحه بشكل مبالغ فيه حتى تصل تلك الأخبار من خلال «الجواسيس» إلى ذلك المسؤول بأن «فلانا» يمدحك بكل مكان فيجعله من المقربين!
إن سبب انتشار ماسحي الأجواخ هو أن الكثيرين «يكرهون» النقد والنصيحة من أجل المصلحة العامة أو تعديل سلوكهم، لاعتقادهم بأنك «حاسد» وأنك لا تتمنى لهم الخير وانهم لا يخطئون أبدا! فلهذا السبب تجدهم يقربون ماسحي الأجواخ حتى يسمعوا دائما الكلام المعسول والذي يحبون أن يسمعوه! فانتشر ماسحو الأجواخ أيضا في وسائل التواصل الاجتماعي ومعروفة تلك الحسابات ولهم سوق قوي من أجل «التلميع» والتطبيل لأي شخص أو الدفاع عنه وكل تطبيل وله سعر!
أخيرا: إن لانتشار ماسحي الأجواخ خطرا كبيرا على المجتمع فهم يجعلون الخطأ صوابا والعكس صحيح، وأصبحت أخلاق البعض «تجارية» وقابلة للبيع لمن يدفع أكثر من أجل مصلحتها فتلك الأخلاق هي التي ستدمر أي مجتمع مادامت آذان أي مسؤول «كبيرة» ويسمع دون أن يتأكد.
[email protected]