يقول الشاعر:
إن المناصب لا تدوم لواحد
إن كنت تنكر ذا فأين الأول؟
فاغرس من الفعل الجميل فضائلا
فإذا عُزلت فإنها لا تُعزل
إن المنصب لن يدوم لأحد، والدليل أين الذي كان قبلك، فالذي يبقى بعد تركك للوظيفة هو «أفعالك» مع المحيطين حولك، إما أن يذكروك بالخير أو يقولوا: «صخرة» وانزاحت عن طريق المسلمين.
هناك من يعتقد ويصاب بغيبوبة عندما يتقلد منصبا قياديا كبيرا بأنه سيصبح في ليلة وضحاها من «علية» القوم! فالمنصب يُدخل البعض في عالم التعالي والتكبر، وتصبح اتصالاته ولقاءاته واجتماعاته مع الذين كان يراهم بالسابق فقط في الصحف! ويبدأ «المنافقون» بالزحف لهذا القيادي بالتطبيل له لكي «يكملوا» المسرحية الهزلية بأن تعيينه هو «إنجاز» وأنه أفضل من «سلفه» السابق الذي ضيعها بتصرفاته ويبدأون بتلميعه حتى يكونوا مقربين منه! وللأسف هناك من يعتقد أن هالمنصب توقيع ومقابلات وبخور، أما تطوير وتسهيل العمل فهو آخر همه! فتجده دائما مشغولا على الفاضي، ويعشق «الواسطة» التي تأتي من فوقه لأنه سيستغلها لأمور أخرى وتمشي مثل «العسل»، أما المواطن الذي يأتي بنفس المعاملة فتكون مرفوضة ويبدأ بالتأليف لأنها غير قانونية! ويشعر بأنه ملك الدنيا عندما «يخدم» عضو مجلس الأمة لأنه سيكون له سندا في حالة تجديده للمنصب مرة أخرى ويتوسط له، وتجد دواوينهم الأسبوعية عامرة بالمنافقين لأن مصلحتهم مرتبطة به.
ما يحز بالخاطر والنفس بأن هناك من تسلم ذلك المنصب بالصراخ في وسائل التواصل فأفضل حل لإسكاته هو إعطاؤه «منصبا» حتى يصبح «ولدنا» ونضمن ولاءه! وهناك من تسلم ذلك المنصب «بالبراشوت» لأنه محسوب على «فلان» وهو لا يعرف 3×2 كم يساوي! ويصبح المنصب أكبر منه فتضيع الطاسة وتتأخر الإنجازات الحكومية وتعم الفوضى والإحباط ممن كانوا ينتظرون هذا المنصب من أصحاب الكفاءات وما أكثرهم!
أخيرا.. هذه النوعية من القياديين عندما يتركون ذلك المنصب سيكون حالهم كحال «كلينكس» الجمعية يرمون في مزبلة «التاريخ»! ويفيقون من تلك الغيبوبة متأخرا بأن المنصب «زائل» وأن جميع من حولهم قد ابتعد عنهم وحتى دواوينهم العامرة سابقا ستكون شبه خالية لأن المصلحة انتهت! فالمنصب مهما كان مسماه فهو «زائل»، فاجعل أثرك الطيب هو الذي يبقى، فالمنصب هو «كرسي حلاق» كنت هنا وسيأتي غيرك ليحل مكانك.
[email protected]