يوم الجمعة الماضي دعاني صديق لزيارة ديوانهم وقال لي: راح تستمتع بسوالف الوالد مع ربعه «كبار السن»، وراح تحس «بفطرة» أهل الكويت أيام الزمن الجميل، وفعلا وصلت وسلمت عليهم وحبيت «راس» صاحب الديوانية وكل من كان موجودا احتراما «لسنهم» الكبير، وهذا ما تعودنا عليه منذ كنا صغارا، فكانت سوالفهم أغلبها عن ذكرياتهم والمواقف المضحكة في الماضي، وسالفة مع مثل كويتي، ويترحمون على بعض أصدقائهم الذين توفاهم الله، فبدأت أسجل ملاحظاتي بالموبايل حتى لا أنساها:
٭ الديوانية عبارة عن خليط من المجتمع الكويتي بكافة أطيافه، سوالفهم بعيدة تماما عن أي «نقاش» سياسي، وهذا الشرط كان بالإجماع حسبما ذكره لي صديقي من سنين طويلة بين أفراد الديوانية حتى لا يحدث خلاف بينهم، لأن السياسة تفرق ولا تقرب، وعلاقتهم تجاوزت أكثر من ستين عاما ولا يريدونها «تخترب» على آخر عمرهم، فلهذا السبب هم على «قلب» واحد، وكل من يميل إلى رأي «معين» يحتفظ برأيه لنفسه ولا يتحدث فيه، وأي خلاف يحدث بين طرفين يتم حله بسرعة حفاظا على روح الصداقة الطويلة.
٭ الابتعاد عن القيل والقال وسوالفهم بسيطة عن الحياة اليومية، وتسمع «التهليل» والتسبيح، على لسان بعض أفراد الديوانية بشكل مستمر، ويتميزون «بالغشمرة» والضحك دون تجريح لأحد، يعني تبي «توسع» صدرك وتحس بأن الدنيا بخير روح عندهم.
٭ يعشقون برنامج «غناوي الشوق» والذي تقدمه الإعلامية والمذيعة المتألقة منى طالب لحرصها على عرض الفنون الشعبية، ويحرصون أيضا على سماع الأخبار المحلية وخصوصا «الوفيات» من أجل تقديم واجب العزاء، ويعشقون كذلك محطة «القرين» والتي تحتوي على البرامج القديمة والتي تذكرهم بالماضي الجميل، بالمختصر المفيد متابعتهم لتلفزيون الكويت فقط.
٭ هواتفهم كلها «بوليت» للاتصال أو الاستقبال، يعشقون لعبة «الكوت» فتسمع صراخهم ونجرتهم أثناء اللعب، وراعي الديوانية يضحك وسألت صديقي: ليش ما يتدخل أبوك؟ فقال: دائما يتناجرون وقت اللعب على أي شيء وبعدما تنتهي اللعبة كأن شيئا لم يحصل، وترجع الضحكة والغشمرة من جديد.
أخيرا: إن الجلوس مع كبار السن متعة وسعادة وراحة نفسية تشعرك بالخير والبركة والأمان، فاحرصوا على راحتهم في آخر عمرهم وكونوا لهم عونا دائما فهم لا يعوضون، الله يطول بأعمار كل من هو موجود ويرحم من توفاه الله. اللهم آمين.
[email protected]