من الأمور التي أحب ممارستها في السفر المشي متنقلاً من منطقة إلى أخرى مكتشفا تفاصيل الدولة التي أزورها. ونادرا ما استخدم السيارة لأنها ستكون للتنقلات البعيدة من منطقة إلى أخرى حيث تأخذ أكثر من ساعة، أما عادة فأمضي اليوم كله بالمشي لما له من فوائد كثيرة. وعندما أرجع للكويت أول ما يلفت انتباهي هو أن معظم تنقلاتنا تكون عبر السيارة وأحيانا حتى لو لمسافات قصيرة قد تستغرق 15 دقيقة مشيا وذلك لأن المناطق في الكويت ليست مصممة لتكون مهيأة للمشاة، فالسيارة هي الوسيلة الوحيدة للتنقل، ويقتصر المشي داخل المجمعات التجارية فننتقل من مكان مغلق إلى آخر.
وقد يتعذر البعض بأن التنقل في الكويت مشيا صعب بسبب حرارة الجو الذي يكون 70% من السنة حارا، ولكن في مثل أيامنا هذه والطقس جميل يحتاج الإنسان للمشي لكي يتنقل ويسير من مكان الى آخر ويقلل من استخدامه للسيارة وحتى لممارسة الرياضة أو لمجرد التحرك وطرد التوتر.
وأصادف كثيرا من الذين يمشون سيرا على الأقدام باستخدامهم الشوارع في المناطق السكنية مشاركين السيارات وتعريض حياتهم للخطر لأنه بسبب اكتظاظ السيارات لا يجد المشاة غير الشارع للمشي، لأن الرصيف له مفهوم مختلف بالكويت، فإما أن يكون مستغلا لآخر سنتيمتر ويستحيل المشي عليه أو أن يكون مواقف للسيارات عند الزحام.
حاولت أن أتنقل مع عائلتي في منطقة شرق من مجمع الراية الى الحمرا وقد تعرضنا للخطر بسبب تصميم المدينة ووجود بعض المشاريع الانشائية التي لم تترك مساحة كافية للمشي على الرصيف واستغلالها بأكملها للمشروع بوضع حاجز، حيث اضطررنا في أكثر من مرة للمرور في الشارع بين السيارات للوصول الى وجهتنا. وبالإضافة الى ذلك لا أحد يحترم المارة على خطوط المشاة وقد يتوقف لك شخص ويسمح لك بالمرور إذا كنت ترتدي الغترة والعقال فقط. أما إشارات المرور فلا تحمل الاشارات اي تنبيه للمشاة يخبرهم متى يستطيعون العبور، وعلينا ان تراقب سير السيارات لكي نستطيع المرور منها كأننا في لعبة «الاتاري» الشهيرة الدجاجة التي تعبر الخط السريع.
تصميم المناطق يجب أن يتيح للمشاة التنقل بحرية ولكن الى اليوم يتم التصميم للتنقل بالسيارة فقط. بالإضافة الى ذلك يجب ان تتغير نظرة الناس الى الرصيف بأنه للمشاة وليس موقفا إضافيا، ويجب احترام المشاة عند عبورهم الشارع ويتم تطبيق القوانين على المخالفين لكي تصبح المناطق أكثر أمانا للمشاة وأفضل للجميع.