يعد التنمر أحد السلوكيات العدوانية التي تحدث في المدراس للطلبة والطالبات منذ الصغر لما لها من أثر سلبي على نفسية المتعرض له وأيضا يشجع المتنمر على المزيد من هذا السلوك ويحمله معه حتى يكبر اذا لم يتم ردعه ثم اصلاحه.
قد يعتبر البعض ان التنمر مجرد عنف جسدي ولكن هناك أنواع أخرى للتنمر، فهناك تنمر نفسي مثل السخرية من الطالب بسبب شكله او معايرته بأمور محرجة عنده، وأيضا هناك التنمر الاجتماعي الذي يتم بواسطة عزل الطالب عن المجموعة وعدم قبوله للعب معهم ومشاركتهم في الأنشطة. وقد تطور الأمر الى ان أصبح هناك نوع جديد من التنمر يسمى التنمر الالكتروني يمارس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والذي له تأثير سلبي أيضا على المتعرض له.
يجب ألا نصغّر من التنمر ونعتبره مجرد هواش صبيان وينتهي الأمر بالصلح وكل واحد يروح صفه ولأن الأمر أكبر من ذلك ويجب وضع حد لمعالجته، التنمر اصبح ثقافة في الكويت حيث يجتمع عدد من الطلبة إما اصدقاء او من نفس العائلة لكي يتنمروا على طالب واحد ويتم تهديده واحيانا القيام بالاعتداء الجنسي. ويصاحب سلوك المتنمر معه حتى يكبر فكم من شجار نشهده بين الشباب على أمور تافهة مثل «ليش تخز؟» وقد ينتهي الشجار بالقتل أحيانا فالمسألة تتفاقم منذ الصغر ان لم يتم وضع حد لها.
وان كان هناك تصوير لفيديو ينتشر لحالات التنمر ويتفاعل معها الناس مثلما انتشر مؤخرا ولكن ماذا عن العديد من حالات التنمر الذي يتعرض لها الطلبة ولا يعلم عنها احد ويذهب الطالب الى البيت ويخاف ان يخبر والديه لأنه تحت التهديد ويبدأ ذلك بالتأثير سلبا عليه ليس فقط بتراجع مستواه الدراسي في المدرسة بل حتى قد يؤثر في شخصيته ويدفعه أحيانا للاكتئاب وهناك حالات انتحار تمت في دول أخرى.
لذا يجب ان تكون هناك سياسة صارمة في المدرسة ضد التنمر لتأمين بيئة تعليمية كما يجب ان تصاحب ذلك حملات إعلامية لزيادة الوعي حول هذه القضية. وفي كل مدرسة اخصائي اجتماعي يجب ان يقوم بحصر حالات التنمر وعمل دراسة لها مع المختصين ثم وضع السياسة المثلى. ولا ننس دور الوالدين في مراقبة أبنائهم عند ملاحظة تغيير في سلوكيات الطفل تجاه المدرسة وأيضا بعدم تشجيعهم على التنمر حيث البيت هو الأساس لتشكيل الطفل.