السيدة فارعة السقاف من لا يعرفها فهي مؤسسة منظمة «لوياك» غير الربحية والتي أتاحت للشباب الكويتي اكتشاف مواهبهم وتدريبهم في سوق العمل لاكتساب خبرة ميدانية فعلية، كما أن إسهامات لوياك المتعددة لن يكفيها هذا المقال.
علقت السيدة فارعة السقاف في فيلم وثائقي عن التغيير في المجتمع الكويتي من مجتمع متحرر إلى متدين وأن سبب التدين سيطرة التيار الديني على السياسة فتدخل في كل جوانب الحياة، إلى أن علقت على مسألة الحجاب كأي شخص له الحق بالتعبير عن رأيه، ولما انتقدت سواد العباءة والنقاب انهالت عليها التعليقات والانتقادات كالمطر.. فإما أن تمدح وتجامل أو أن تصمت!
وسواء كنا معها أو ضدها بالرأي يبقى رأيا ويجب أن نعتبر المسألة آراء وانتقادات متبادلة، ولكن أن يستعمل البعض سلطته وينقل غضبه ويثأر منها في المجلس ليقتص من «لوياك» تلك المنظمة غير الربحية التي ساهمت في تدريب الشباب ولم تفرق يوما بين متدين ومتحرر وغيرهما من تصنيفات فهذا فجور في الخصومة واستغلال للسلطة في غير محلها. وفي المقابل عندما نقارن مع المتأسلمين، كم منهم من فرض الوصاية على المجتمع وقذف غير المحجبات في الماضي؟ وكم من مشايخ ألفوا الكتيبات عن غير المحجبات والسافرات وذكروا أن الإيمان منزوع من قلوبهن وافتراضات ليس لها أول ولا آخر. تعرضت غير المحجبات للكثير من هذه الإساءات ولم يكن الرد من النواب غير المتأسلمين بهذا الشكل.
لوياك لم تدرب إرهابيين ولم تغسل عقول الشباب لكي يصبحوا أوصياء على البشر مفتونين بعدم الاختلاط والأمور المتخلفة التي ترجعنا للخلف بل ساهمت بتطوير الشباب ومهاراتهم ولم تتدخل في شؤونهم الخاصة ولم تشكل قوى سياسية مثل بعض المنظمات غير الربحية، والدليل على هذا انظروا إلى من تدرب لديهم ولكم الحكم.
وفي الفترة الأخيرة يتمادى النواب باستخدام سلطتهم بالوصاية على المجتمع فمن نائب يريد منع ماراثون بحجة الاختلاط إلى مجموعة منهم يقدمون حزمة أسئلة عن «لوياك» فمن جعل هؤلاء أوصياء على المجتمع؟ ولماذا لا تحد الحكومة من سلوكياتهم وتصوبها نحو عدم إضاعة وقت المجلس ووقت الوزارة في الرد على أسئلة القصد منها انتقامي وليس إصلاحيا؟
Twitter: SaqerG