تلقيت دعوة كريمة من رئيس مركز مركز ريكونسنس للبحوث عبدالعزيز العنجري لحضور ندوة عن الكويت 2020 وما بعده: التحديات والفرص.
وقد حاضر فيها كل من السفيرة الأميركية السابقة لدى الكويت ديبورا جونز ود.جون ديوك أنتوني مؤسس والرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية في واشنطن العاصمة. وقد بدأ الحديث د.جون وذكر دور الكويت البارز في المنطقة وسياستها الديبلوماسية رغم صغر حجمها مقارنة بالدول المجاورة.
ثم أدار العنجري الحوار مع السفيرة جونز، وابتدأ بالسؤال عن المقولة التي انتشرت بالصحف وأصبح الجميع يرددها بالدواوين ووسائل التواصل الاجتماعي بأن الكويت لن تبقى لسنة 2020 والتي أجابت ب أنها ضمن حديث بالسفارة الأميركية مع مجموعة الشباب الكويتيين وان أسعار النفط آنذاك بدأت بالانخفاض ولأن ميزانية الدولة تم تحديدها على الخمسين دولارا لسعر البرميل مما سيؤثر على المستوى المعيشي للكويتيين خصوصا انهم يعيشون بنوع من الرفاهية، وتم تسريب الحديث عبر وثائق ويكيليكس وترجمت إحدى الصحف الوثيقة بشكل خاطئ ونسب الحديث لها من دون وضع التفاصيل. وتحدثت عن أمور عديدة تشغل العالم اليوم ودور الولايات المتحدة ضمن هذه الأحداث.
ما يلفت الانتباه هو حديث الجميع سواء كويتي أو غير كويتي عن الحاجة الملحة لإيجاد مصدر بديل للدخل كوننا نعتمد على مصدر ناضب يتقلص إنتاجه تدريجيا، ولا تتعلق المخاوف بنضوب النفط فقط، بل ان دور التكنولوجيا في التخلي عن النفط أصبح أقوى، فمثلا السيارات الكهربائية التي بدأت تغزو الأسواق والطاقة البديلة التي تستغل من اجل المحافظة على البيئة والتقليل من استهلاك البلاستيك، وهو أحد منتجات النفط الأساسية، كل هذا يؤثر بشكل سلبي على النفط، مما يجعل هناك حاجة ملحة للتحرك وإيجاد مصادر أخرى للدخل.
احد الأوائل الذين أشاروا إلى أهمية إيجاد مصدر بديل للنفط هو عضو مجلس الأمة السابق السيد عبدالله النيباري في إحدى جلسات مجلس الأمة في الستينيات، فأهمية هذا الموضوع لم تكن وليدة اليوم. هل تنقصنا الكفاءات؟ هل ينقصنا المال؟ هل الوضع السياسي أو الاقتصادي يمنعنا من ذلك؟ هل إيجاد مصدر بديل للدخل سيضعف من قدرة الحكومة على الإدارة السياسية؟ لا توجد أعذار تبرر هذا التقاعس الذي حملته حكومات متعددة ويبدو ستحمله الحكومات القادمة أيضا، حيث إن الاستمرار بهذا الشكل يسبب قلقا كبيرا على المواطنين، فإلى متى سنظل على هذا الحال؟
Twitter: SaqerG