يعيش العالم بأسره خلال هذه الفترة أجواء يسودها الخوف والرعب بسبب كائن دقيق لا يرى بالعين المجردة وله العديد من الأشكال يسمى بفيروس الكورونا والذي له تاريخ طويل لا مجال لذكره ولكنه ظهر بشكل جديد يسمى بالكورونا المستجد - كوفيد ١٩، والذي انتشر من خلال الصين لبقية دول العالم، حتى وصل لدولتنا الحبيبة الكويت.
لن نتحدث عن أسبابه وطرق الوقاية منه حيث تطرق ذوو الاختصاص لذلك كله بشكل تفصيلي وواضح للجميع، ولكن سنتطرق إلى الإجراءات والقرارات التي تم اتخاذها من الحكومة احترازيا لتجنب انتشار هذا المرض والإصابة بالفيروس، وبالرغم من ظهور المرض منذ أكثر من ٣ شهور والتصريحات الدائمة من وزارة الصحة بالاستعدادات والجهوزية الكافية لتجنب هذا المرض، إلا أنني تذكرت حينها التصريحات الدائمة من وزارة التربية بالاستعدادات للعام الدراسي الجديد وما أن يبدأ العام الدراسي فنجد القصور والنقص في كل الجوانب، وهذا هو حال وزارة الصحة فما ان بدأ ظهور المرض لدى البعض لاحظنا أن كل تصريحات الجهوزية لا وجود لها على الواقع، فهناك من كان له حجر منزلي وهناك من كان له حجر صحي والذي لم يخصص له مكان واضح ومجهز بالكامل، وحتى الحجر كان بشكل جماعي اختلط السليم فيه بالمصاب وساد الهرج والمرج بين الناس الذين تم الحجر عليهم!
أما على صعيد وزارة التربية والذي تقرر فيها تعطيل المدارس والجامعات وكليات التعليم التطبيقي بشكل عام لمدة أسبوعين، وبدأ العديد من المعلمين المخلصين بالتطوع بالتدريس عن بعد (أون لاين)، وكانت الخطة البديلة للوزارة هي تعديل التقويم الدراسي، أي تمديد العام الدراسي بالرغم أنه كان من الأفضل هو إلغاء أجزاء من المناهج والإبقاء على الموعد المحدد للاختبارات إن استمر الوضع على ما هو عليه، فلن يتضرر الطالب من إلغاء تلك الأجزاء، خاصة أننا مررنا بتجربة دمج عامين دراسيين في عام واحد.
كما أن موظفي بقية الوزارات استمروا بالمطالبة بالتعطيل أسوة بالمعلمين والمعلمات والله أعلم قد يتم التعطيل للجميع أم لا حتى نشر هذا المقال!
باختصار كل تلك القرارات والإجراءات كانت نتيجة اجتهادات وقتية ولحظية، ولا نستبعد أبدا أن تكون هناك اجتهادات شخصية وفردية بعد مزاولة المدارس للعمل.
وبالرغم من مرورنا بأزمات مشابهة في السنوات الأخيرة مثل فيروس انفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور وسارس وغيرها من الأوبئة البيولوجية وجميعها كانت على المستوى العالمي، وكانت هناك استعدادات مشابهة لما يحدث الآن مع فيروس كورونا المستجد ١٩، إلا أننا في كل أزمة نلاحظ عشوائية العمل.
أما آن الأوان لاستحداث هيئة خاصة بإدارة الأزمات تضع الخطط والتصورات والاستعدادات لكل وزارات الدولة في حال حدوث أي أزمة مهما كانت بيولوجية أو مناخية أو اقتصادية وغيرها من الأزمات التي يتعرض لها العالم أجمع والتي قد تتضرر منها الكويت؟
أما آن الأوان أن نهتم بشكل جاد وأكبر ولا نترك مجالا للاجتهادات الشخصية أو الإشاعات الكاذبة؟!
أما آن الأوان أن نرى خط سير واضحا لكل وزارات الدولة في الوقت المناسب لحدوث الأزمة ولا ننتظر اجتماعات وقرارات لحظية؟!
نأمل أن نستفيد مما نتعرض إليه من أزمات متكررة ونعي تماما بأننا نعيش وسط عالم كبير وقد نتأثر بكل ما يحدث فيه، ولكن لن نجزع مهما حدث وصدق الله تعالى حين قال (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، ونسأل الله أن يحفظ وطننا بنعمة الأمن والأمان وسائر بلاد المسلمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي بإذن الله..